responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول صلى الله عليه وسلم المؤلف : أحمد إبراهيم الشريف    الجزء : 1  صفحة : 297
الصيد:
كان الصيد حرفة من الحرف التي يزاولها العرب سواء منهم أهل الحضر وأهل البادية، وكانت وسيلة من وسائل المعاش عند بعض الناس. ولقد زاول أفراد من أهل المدينة حرفة الصيد وبرعوا فيها، وكانت حيوانات الصحراء التي تصاد هي الحمر الوحشية والغزلان والأرانب والضباب يطاردونها بالخيل والرماح أو يرمونها بالسهام،

تبعًا لحاجة المسلمين إليها في حروبهم، فكثر جلب الخيل من البادية، يأتي بها الأعراب لبيعها، وقد صارت لها سوق خاصة بالمدينة؛ كان بنو سليم المشهورون باقتناء الخيل يجلبونها إليها، وأصبح يطلق على هذه السوق بقيع الخيل[1]، كما كانت تجلب إلى هذه السوق الإبل والغنم أيضًا. وقد ازدادت ثروة المدينة الحيوانية بالتدريج بعد الهجرة وقيام الدولة الإسلامية بها وكثرة الغزوات ضد القبائل العربية التي كانت تناوئ المدينة، بما كان يقع في أيدي المسلمين من غنائم من الإبل والأغنام[2]، وبما كان يشتريه المسلمون من الخيول لسد حاجتهم الحربية[3]، حتى لقد بلغ عدد الخيول في جيش المدينة عند فتح مكة سنة 8 هـ ألفي فرس، كان الأنصار يملكون منها خمسمائة فرس ويملك المهاجرون ثلاثين فرسًا والباقي تملكه القبائل التي والت المدينة، وانضمت إليها [4]، وبلغ ما استطاع أن يمد به رجل واحد من المسلمين -هو عثمان بن عفان- جيش تبوك تسعمائة وخمسين بعيرًا وخمسين فرسًا[5]؛ الأمر الذي يقطع بنمو الثروة الحيوانية في يثرب نموًّا كبيرًا بعد الهجرة النبوية.

[1] السمهودي 1/ 544.
2 "على سبيل المثال: غنم المسلمون في غزوة بني المصطلق ألفي بعير وخمسة آلاف شاة، وفي غزوة حنين أربعة وعشرين ألف بعير وأربعين ألف شاة".
[3] ابن هشام 3/ 364.
[4] إمتاع 1/ 364.
[5] الدلالات السمعية 641.
اسم الکتاب : مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول صلى الله عليه وسلم المؤلف : أحمد إبراهيم الشريف    الجزء : 1  صفحة : 297
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست