responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول صلى الله عليه وسلم المؤلف : أحمد إبراهيم الشريف    الجزء : 1  صفحة : 266
وسكان يثرب -كما قدمنا- كانوا من اليهود والعرب. واليهود أقدم عهدًا بها، وقد انفردوا بشئونها فترة من الزمن، ولم يكن يساكنهم إلا بطون عربية صغيرة لم تكن على جانب من القوة فعاشت موالي لليهود، وكان اليهود في هذه الفترة هم أصحاب الثروة والنفوذ، وكانوا عدة قبائل وبطون انتشرت في منطقة يثرب. ثم قدم عليهم الأوس والخزرج، فساكنوهم وحالفوهم، ثم ما لبثوا أن تغلبوا عليهم ونقلوا السلطة إلى أيديهم، ولكنهم ما كادوا يتغلبون على اليهود حتى دخلوا في دور من الصراع بينهم صراعًا شارك فيه كل سكان يثرب.
ونحن إذا أردنا أن ندرس العلاقة بين السكان في المدينة؛ فإنه يجب علينا أن ننظر إليها من خلال هذه الفترات الثلاث؛ فتتحدث عن: العلاقات بين اليهود أنفسهم، ثم بينهم وبين الأوس والخزرج، ثم العلاقات بين الأوس والخزرج.

1- العلاقات بين اليهود
لم تحدثنا المصادر عن العلاقات التي كانت بين القبائل والبطون اليهودية بعد قدومها إلى يثرب واستقرارها بها؛ ولذلك فإنه ليس أمامنا إلا الاستنتاج نعتمد عليه من دراسة أحوالهم في الفترة التي سبقت الهجرة مباشرة وفي عهد الهجرة النبوية.
وقد بينا -من قبل- كيف قدم اليهود إلى يثرب، وأنهم جاءوا في هجرات متتابعة نتيجة للظروف التي كانت تواجههم في موطنهم في فلسطين. وهم حين جاءوا إلى هذه المناطق من أرض الحجاز كانوا طارئين عليها، فكان من مصلحتهم أن يكونوا على علاقات طيبة فيما بينهم، وكان على السابق منهم أن يفسح مجالًا للاحق، بدافع الشعور بالمحنة المشتركة وحتى يكثر عددهم ويقووا على حماية أنفسهم في بيئتهم الجديدة.
وقد شغلوا في فترتهم الأولى بتدبير أمر أنفسهم والتقوي على مواجهة جيرانهم من البطون العربية النازلة في يثرب، ومن القبائل التي تجاورم وترجح أن حياتهم الأولى لم تكن سهلة ميسرة، وأن أحداثًا وقعت بينهم وبين جيرانهم مما جعلهم يتوسعون في إقامة الحصون والآطام حتى يقووا على مواجهة أي هجوم عليهم؛ وهم مع ذلك يعملون لاستثمار الأراضي الخصيبة التي نزلوا فيها. وقد نجحوا في كلا

اسم الکتاب : مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول صلى الله عليه وسلم المؤلف : أحمد إبراهيم الشريف    الجزء : 1  صفحة : 266
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست