اسم الکتاب : مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول صلى الله عليه وسلم المؤلف : أحمد إبراهيم الشريف الجزء : 1 صفحة : 151
أن الأكثر كان يأتي لزيارة الكعبة وأداء مناسك الحج التي كانت من الحرمات العربية العامة.
وقد ظل المشركون من العرب يؤمون المسجد الحرام ويقومون بتقاليد الحج إلى ما بعد فتح مكة استمرارًا لممارستهم السابقة[1]، وحتى حرم الإسلام الحج على المشركين سنة 9هـ وحوله إلى حج إسلامي خالص: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا} [التوبة] [2]. [1] ابن هشام 4/ 201. [2] انظر: ابن هشام 4/ 205. طقوس الحج وتقاليده
للحج أشهر معلومات[1] تبين بالأهلة: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَج} [البقرة] ولا يذكر القرآن صراحة أسماء هذه الشهور، غير أن الروايات المتواترة ذكرت أنها ثلاثة أشهر: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم[2]. وقد ذكر بعض المفسرين والمحدثين استنادًا إلى بعض الروايات أنها شوال وذو القعدة وذو الحجة[3]. ولكننا نرجح الرأي الأول؛ لأن ذا القعدة وذا الحجة والمحرم هي من الأشهر الحرم. والعرب لم يكن يمكنهم أن يشدوا رحالهم من بلادهم حاجين إلى مكة آمنين مطمئنين إلا في هذه الأشهر الحرم.
وقد جعلت أشهر الحج ثلاثة مع أن موسمه وأسواقه لا تستغرق أكثر من شهر وأيام؛ لأن المسافات الشاسعة التي يضطر الحاج إلى قطعها تحتاج إلى مدة كافية يذهب فيها ويعود في ظل الأشهر الحرم.
والطواف بالكعبة كان أول تقاليد الحج, وهو ركن من أركان الإسلام. والآية القرآنية: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} [الحج] تخبر بشيء كان موجودًا ومتعارفًا عليه، مما يدل على أن هذا التقليد كان موجودًا قبل البعثة. والطواف هو أهم مراسم زيارة [1] البقرة: 197. [2] ابن سعد 3/ 237. السهيلي: الروض الأنف 2/ 60 اليعقوبي 2/ 91. ابن كثير 5/ 195 المقريزي: إمتاع الأسماع 1/ 531. المصباح 1/ 181 مادة حرم. [3] الطبري 4/ 117- 118. البخاري 2/ 144.
اسم الکتاب : مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول صلى الله عليه وسلم المؤلف : أحمد إبراهيم الشريف الجزء : 1 صفحة : 151