اسم الکتاب : مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول صلى الله عليه وسلم المؤلف : أحمد إبراهيم الشريف الجزء : 1 صفحة : 124
تستطيع أن تضرب بها، ونعني بذلك قوة الحلف الذي بنته على أساس ارتباطاتها التجارية، وقيامها في الوقت نفسه بأمر تنظيم الحج وسدانة الوقت، فقد كانت القوافل التي تسير إلى الشمال وإلى الجنوب في حاجة إلى خدمات البدو باعتبارهم أدلاء وحراسًا وحمالين، وكانت القوافل تدفع إتاوة لرؤساء القبائل على أن يدلوها أو يمدوها بالماء وبالتموينات الأخرى، ومن هنا فإن قبائل البدو كانت تشارك في تجارة مكة على نحو ما، وبذلك كانت القبائل الضاربة على جنبات الطرق التجارية ترى مصالحها مرتبطة بمصالح مكة، فرخاء مكة يعني رخاءها وخسارة مكة تعني خسارتها. وكذلك قوي الشعور بالتضامن مع مكة بالمحالفات القائمة على المصاهرة بين أبرز رجال مكة ومختلف القبائل العربية [1]، كما أن زعماء القبائل كانوا يشاركون مشاركة مادية في قوافل مكة التجارية, ومن هنا كان في استطاعة أهل مكة أن يستأجروا المحاربين للدفاع عنهم [2], ولكن ليس معنى ذلك أن هؤلاء كانوا جنودًا مرتزقة بل إنهم كانوا حلفاء، دخلوا في محالفات قريش على أساس التكافؤ، وكان أبرز هؤلاء الحلفاء أولئك الذين عرفوا بالأحابيش. وقد ذهب لامنس[3] Lemmens إلى أنهم كانوا زنوجًا من بلاد الحبشة، وأن رواة السيرة تعمدوا القول بأنهم عرب؛ أنفة من أن يقولوا: إن قريشًا كانت [1] انظر نسب قريش للمصعب الزبيري "تحقيق برنفسال" صهر عبد مناف إلى بني سليم وهوازن وزوج بناته في كنانة مما أدى إلى حلف الأحابيش "ص 14-15" وأصهر ابنه هاشم إلى الخزرج في يثرب وإلى بني المصطلق من خزاعة وإلى ثقيف "ص15-16" وأصهر عبد المطلب بن هاشم إلى النمر بن قاسط وإلى عامر بن صعصعة وإلى خزاعة "ص 18" كما أصهر عبد شمس إلى بني حنظلة من زيد مناة وإلى بني أسد "ص 98" وأصهر أمية الأكبر إلى بني عامر وإلى هوازن "ص99" وأصهر حرب بن أمية إلى بني تميم "123" وأصهر أبو سفيان إلى الأزد "ص 126" وأصهر خويلد بن أسد إلى بني مازن إخوة سليم "ص 229" وأصهر هشام بن المغيرة في بني نهشل بن دارم "ص 302" وأصهر أبو جهل بن هشام إلى بني هلال بن عامر وإلى بني تميم وإلى بني عبس "ص 311-312" والأمثلة إلى مصاهرات قريش مع القبائل كثيرة جدًّا بجدها كل من تتبع أنساب قريش. [2] ابن هشام 2/ 4-5،230, الواقدي 790 "يقول الواقدي عند الكلام عن الخندق: إن قريشًا جمعوا الجموع واستأجروا حيًّا من قبائل العرب، فسارت غطفان وأسد وسليم وقريش ومن دخل فيها فاجتمع منهم نفر جم" Oleary.Arabia Before Muhammad. P. 181 [3] Lamoms. les Ahabis et lorganisotion Militaire de La Meoque (Journal asiatiqune. VII 1916 p.425- 482) Olcary. p. 185
اسم الکتاب : مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول صلى الله عليه وسلم المؤلف : أحمد إبراهيم الشريف الجزء : 1 صفحة : 124