وعلى أنها قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم الجعرانة فرحب بها وأكرمها[1].
وقد وردت أحاديث أخر تدل على أن أبوي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخاه من الرضاعة جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مقيم بالجعرانة فبسط لهم ثوبه وأجلسهم عليه، وأن أمه سألته من سبايا حنين فأعطاها نصيبه ولما رأى الناس ذلك أعطوها أنصباءهم، وفيما يلي سياق ما ورد من الآثار:
124- ما أخرجه الطبري قال: حدثنا بشر[2] قال: ثنا يزيد[3] قال: ثنا سعيد عن قتادة قال: "ذكر لنا أن أم[4] رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أرضعته أو ظئره من بني سعد بن بكر أتته فسألته سبايا يوم حنين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لا أملكهم وإنما لي منهم نصيبي، ولكن ائتيني غدا فسليني والناس عندي، فإني إذا أعطيتك نصيبي أعطاك الناس"، فجاءت الغد فبسط لها ثوبا، فقعدت عليه، ثم سألته، فأعطاها نصيبه، فلما رأى ذلك الناس أعطوها أنصباءهم [5].
125- قال ابن عبد البر: روى زيد [6] بن أسلم عن عطاء [7] بن يسار قال: "جاءت حليمة بنت عبد الله أم النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين فقام إليها وبسط لها رداء فجلست عليه" [8]. [1] انظر الشفا للقاضي عياض1/128 وشرحه مزيل الخفاء: عن ألفاظ الشفاء لأحمد بن محمد الشمني 1/128، وانظر المصادر المتقدمة في ترجمة الشيماء تحت حديث (121) . [2] بشر: هو ابن معاذ العقدي، صدوق. وسعيد: هو ابن أبي عروبة اليشكري، ثقة حافظ. وقتادة: هو ابن دعامة ثقة ثبت تقدمت تراجمهم في حديث (48) . [3] يزيد: هو ابن زريع، ثقة ثبت تقدم في حديث (1) . [4] هي حليمة السعدية. [5] جامع البيان 10/101. [6] زيد بن أسلم العدوي مولى عمر بن الخطاب، أبو عبد الله أو أبو أسامة، المدني، ثقة عالم، وكان يرسل، من الثالثة (ت136) /ع (التقريب 1/272، تهذيب التهذيب3/395) . [7] عطاء بن يسار الهلالي أبو محمد المدني، مولى ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ثقة فاضل، صاحب مواعظ وعبادة، من صغار الثالثة، (ت 94، وقيل بعد ذلك) /ع (التقريب 2/23 وتهذيب التهذيب 7/217) . [8] الاستيعاب4/270مع الإصابة، وانظر الحديث أيضا عند ابن حجر: الإصابة4/274 والزرقاني: شرح المواهب اللدنية 1/141 وشمس الحق العظيم آبادي: عون المعبود 14/53.