السياق، فقالت للمسلمين تعلموا[1] والله أني لأخت لصاحبكم من الرضاعة، فلم يصدقوها[2]، حتى أتوا بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم [3].
ومن هذه الطريق أخرجه الطبري[4].
والحديث معضل لأن ابن إسحاق من صغار التابعين، وهم الذين رأوا الواحد والاثنين من الصحابة ولم يثبت لبعضهم السماع من الصحابة[5] وعلى هذا فرواية ابن إسحاق عن التابعين فيكون الحديث معضلا. ثم ساق ابن إسحاق حديثا آخر فقال:
122- حدثني يزيد[6] بن عبيد السعدي قال: فلما انتهى[7] بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: "يا رسول الله إني أختك من الرضاعة، قال: وما علامة ذلك؟ قالت: عضة عضضتنيها في ظهري وأنا متوركتك[8]، قال: فعرف رسول الله العلامة، فبسط لها رداءه، فأجلسها عليه، وخيرها وقال: إن أحببت فعندي محببة مكرمة، وإن أحببت أن أمتعك وترجعي إلى قومك فعلت، فقالت: بل تمتعني وتردني إلى قومي، فمتعها رسول الله صلى الله عليه وسلم وردها إلى قومها، فزعمت بنو سعد أنه أعطاها غلاما له يقال له مكحول[9] وجارية فزوجت أحدهما الأخرى فلم [1] تعلموا: فعل جامد من أخوات ظن بمعنى اعلموا. شرح ابن عقيل 1/420. [2] عند الواقدي: وأخذها طائفة من الأنصار، وكانوا أشد الناس على هوازن. [3] سيرة ابن هشام 2/458، والسهيلي: الروض الأنف 7/182 والكلاعي: الاكتفاء 2/337. [4] تاريخ الرسل والملوك3/80وانظر: مغازي الواقدي3/913وابن كثير: البداية والنهاية 4/363،والدياربكري: تاريخ الخميس2/108والزرقاني: شرح المواهب3/25-26. [5] ابن حجر: التقريب 1/5. [6] يزيد بن عبيد أبووجزة - بفتح الواو وسكون الجيم بعدها زاي- السعدي المدني الشاعر، ثقة من الخامسة (ت130) /دس. (التقريب 2/368، تهذيب التهذيب 11/349) . [7] أي بالشيماء. [8] متوركتك: حاملتك على وركي، والورك: ما فوق الفخذ ابن الأثير: النهاية5/176. [9] قال ابن حجر: "مكحول مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذكره ابن إسحاق في السيرة وقال: وهب النبي صلى الله عليه وسلم لأخته الشيماء - يعني من الرضاعة - غلاما يقال له مكحول، وجارية فزوجت الغلام للجارية، فلم يزل فيهم من نسلهم بقية والله أعلم" (الإصابة 3/456) .
وقال ابن الأثير: "مكحول مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أورده جعفر في الصحابة، فروى بإسناده عن سلمة عن محمد بن إسحاق عن أبي وجزة يزيد بن عبيد السعدي ثم أورد هذا الحديث" (أسد الغابة 5/257) .