من الناس، ولم تتبع من سلك الثنايا[1]، فأدرك ربيعة بن رفيع بن أهبان بن ثعلبة بن ربيعة بن يربوع بن سمال بن عوف بن امرئ القيس - وكان يقال له ابن الدغنة[2] وهي أمه، فأناخ به، فإذا شيخ كبير[3]، وإذا هو دريد بن الصمة ولا يعرفه الغلام، فقال له دريد: ماذا تريد؟
قال: أقتلك.
قال: ومن أنت؟
قال: أنا ربيعة بن رفيع السلمي، ثم ضربه فلم يغن شيئا فقال: بئس ما أسلحتك أمك!.
خذ سيفي هذا من مؤخر الرحل، وكان الرحل في الشجار، ثم اضرب به، وارفع عن العظام [4]، واخفض عن الدماغ، فإني كنت كذلك أضرب الرجال ثم إذا أتيت أمك فأخبرها أنك قتلت دريد بن الصمة، فرب - والله - يوم قد منعت فيه نساءك.
فزعم بنو سليم أن ربيعة لما ضربه تكشف، فإذا عجانه [5] وبطون فخذيه مثل القرطاس[6] من ركوب الخيل أعراء [7]، فلما رجع ربيعة إلى أمه أخبرها بقتله إياه. [1] الثنايا: العقاب، والعقاب: جبال طوال بعرض الطريق، فالطريق تأخذ فيها، وكل عقبة مسلوكة ثنية وجمعها ثنايا (لسان العرب 18/134) وقال البلادي: هذه الثنايا: تخرج أولاها من رأس حنين على قرابة (50) كيلا شرق مكة ثم تقابلها أخرى قرب الخليصة، ثم أخرى تخرجك على وادي قرن المنازل قرب دحنا، ثم يأتي طريقها الطائف من الشمال من جهة المليساء، (معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية ص 71-72) . [2] الدغنة: بفتح الدال المهملة، وكسر الغين المعجمة ونون خفيفة، ويقال بضم الدال والغين.
ويقال: الذعنة: بالذال المعجمة، وفتح عين مهملة وسكونها، وهي أمه، وليس هوابن الدغنة المذكور في قصة أبي بكر في الهجرة (فتح الباري:8/42 وكتاب المغني لابن طاهر الهندي ص 30، وقال ابن هشام: ويقال اسم الذي قتل دريد: عبد الله بن قنيع ابن أهبان بن ثعلبة بن ربيعة، ويقال له: (ابن لذعة) (سيرة ابن هشام 2/253، وأسد الغابة لابن الأثير 2/11 ابن لدغة) . [3] وعند الواقدي في المغازي 3/915: وهو شيخ كبير ابن ستين ومائة. ويروى هذا أيضا عن ابن إسحاق (انظر الروض الأنف 7/201) . [4] عند الواقدي 3/915:وارفع عن ((الطعام)) . [5] عجانة: ما بين فرجيه (ابن منظور: لسان العرب 17/149) [6] عند الواقدي: مثل القراطيس. [7] أعراء: جمع عرى بوزن (قفل) وهو الفرس الذي لا سرج له، (لسان العرب لابن منظور 19/226) .