في حمام حتى أتيتهم فرأيت أبا سفيان يُصْلَيْ ظهره[1]بالنار، فوضعت سهماً في كبد القوس[2] فأردت أن أرميه فذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "ولا تذعرهم عليّ" ولو رميته لأصبته فرجعت وأنا أمشي في مثل الحمام فلما أتيته فأخبرته بخبر القوم وفرغت قررت[3]، فألبسني رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضل عباءة كانت عليه يصلي فيها فلم أزل نائماً حتى أصبحت[4] فلما أصبحت قال: "قم يا نومان" [5].
قصة حذيفة هذه وذهابه إلى الكفار ودخوله بينهم صحيحة وذكرها أهل السير والمغازي، وهي عند بعضهم أتم من بعض والذي سقته هو ما جاء عند مسلم[6].
قال الألباني في تعليقه على فقه السيرة: "هذه القصة صحيحة وسياقها هنا مركب من ثلاث روايات: [1] يصلى ظهره: يدفئه. [2] كبد القوس: مقبضها وكبد كل شيء وسطه كما في القاموس 7/332. [3] قررت: أي بردت. [4] أصبحت: أي طلع الفجر. [5] نومان: كثير النوم. [6] صحيح مسلم 3/1414- 1415.