responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مرويات غزوة الحديبية جمع وتخريج ودراسة المؤلف : الحكمي، حافظ بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 284
وذهب قوم إلى جواز الهدنة أكثر من عشر سنين على ما يراه الإمام من المصلحة وهو قول أبي حنيفة[1].
وحكى ابن قدامة عن أبي الخطاب أنه ظاهر كلام أحمد[2].
وقالوا: "إن العام مخصوص بالعشر بمعنى موجود فيما زاد عليها، وهو أن المصلحة قد تكون في الصلح أكثر منها في الحرب"[3].
وقيل: لا تتجاوز الهدنة أربع سنين[4].
ولعل هؤلاء تمسكوا بحديث ابن عمر أن مدة الصلح كانت أربع سنين، وهو ضعيف[5].
وقيل: لا تتجاوز ثلاث سنين[6].
وهؤلاء نظروا إلى أن المدة التي استمر فيها الصلح مع قريش.
والتحقيق: أن القول الأول هو الراجح لظاهر الحديث، وإن وجدت مصلحة في الزيادة على العشر جدد العقد، كما قال الشافعي، والله أعلم.
وقال بعض المتأخرين:[7] يجوز عقد الصلح مؤبد غير مؤقت بمدة معينة.
واستدل بقوله تعالى: {فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً} [8].
وهذا القول مبني على أن الأصل في علاقة المسلمين بالكفار هي السلم لا الحرب[9]، وأن الجهاد إنما شرع لمجرد الدفاع عن المسلمين فحسب[10].
وهذا القول مردود لما يلي:

[1] فتح القدير 5/456.
[2] المغني 8/460.
[3] المصدر السابق.
[4] شرح السنة 11/161.
[5] انظر حديث رقم (105) .
[6] شرح السنة 11/161.
[7] الدكتور وهبه الزحيلي، آثار الحرب في الفقه الإسلامي: 680.
[8] سورة النساء آية:90.
[9] آثار الحرب في الفقه الإسلامي: 680.
[10] المصدر السابق: 675 حاشية: (2) .
اسم الکتاب : مرويات غزوة الحديبية جمع وتخريج ودراسة المؤلف : الحكمي، حافظ بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 284
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست