اسم الکتاب : غزوة مؤتة والسرايا والبعوث النبوية الشمالية المؤلف : العمري، بريك الجزء : 1 صفحة : 375
على أعدائهم، وكأنهم عقبان تُلاحِق فرائسها، كيف لا!؟ وهم يتحسّسون الجنّة ونعيمها، وكأنّهم يرونها أمامهم رأين العين، فيندفعون إليها جارفين أمامهم سدود الأعداء، جاعلين منها طُرُقاً مُمَهَّدة للدخول إليها".
لقد تمَّلت هذه الحقيقة واضحة العيان في قتال القادة الثلاثة واندفاعهم بالمسلمين صوب أعدائهم في العمق، حتى أصبحت قصص استشهادهم صوراً رائعة للبطولة، يمكن أن يؤلّف في كلّ واحدةٍ منها كتابٌ مستقلّ".
إنّهم فعلاً لا يقاتلون الناس بعددٍ ولا عدّة، كما ذكر عبد الله بن رواحة رضي الله عنه - القائد الثالث، وإنما يقاتلون بتأييد الله عز وجل لهم، ووعده إيّاهم بالنصر والتمكين، وسواء قُتِلُوا أم غَلَبُوا، فهم في كِلا الحالين فائزون بِرِضَى الله عز وجل عنهم، وموعودون بالأجر العظيم يوم القيامة، قال تعالى: {فَلْيُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ الله الَّذِينَ يَشْرُونَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ الله فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نَأْتِيْهِ أَجْراً عَظِيماً} . [سورة النساء، الآية: 74] .
تموين الجيش الإسلامي، وتسليحه:
وضَّحت رواية عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه أنّ تموين جيش المسلمين كان يعتمد أحياناً على تبرعات الموسرين من المشاركين فيه، وتلك عادة حسنة للعرب في جاهليتهم[1]، زادها الإسلام قوّةً وتماسكاً حيث كان الصحابة - رضي الله تعالى عنهم - يتسابقون في الإنفاق في [1] انظر: (ابن كثير: البداية والنهاية 3/259) .
اسم الکتاب : غزوة مؤتة والسرايا والبعوث النبوية الشمالية المؤلف : العمري، بريك الجزء : 1 صفحة : 375