عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه [1] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن، وقرينه من الملائكة، قالوا: وإياك يا رسول الله؟ قال: "وإياى. إلا أن الله أعاننى عليه فأسلم. فلا يأمرنى إلا بخير" [2] .
وقوله: "فأسلم" برفع الميم وفتحها، روايتان مشهورتان، فمن رفع قال: معناه: أَسْلَم أنا من شره وفتنته. ومن فتح قال: إن القرين أسلم من الإسلام، وصار مؤمناً لا يأمرنى إلا بخير.
وصحح الخطابى وغيره رواية الرفع، ورجح عياض والنووى والزرقانى الفتح، لأنه ظاهر الحديث فى قوله صلى الله عليه وسلم: "فلا يأمرنى إلا بخير" ولقوله صلى الله عليه وسلم: "فضلت على الأنبياء بخصلتين. كان شيطانى كافراً فأعاننى الله عليه حتى أسلم، قال أبو هريرة راوى الحديث، ونسيت الخصلة الأخرى" [3] . [1] صحابى جليل له ترجمة فى: مشاهير علماء الأمصار ص16 رقم 21، وتذكرة الحفاظ 1/13 رقم 5، وأسد الغابة 3/381 رقم 3182، والاستيعاب 3/987 رقم 1659، والإصابة 2/360 رقم 4969. [2] أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب تحريش الشيطان وبعثه سرياه لفتنة الناس، وأن مع كل إنسان قريناً 9/172 رقم 2814، وروى نحوه من حديث عائشة رضى الله عنها فى الأماكن السابقة نفسها برقم 2815. [3] رواه البزار، وفيه إبراهيم ابن صِرمَة، وهو ضعيف كما قال الهيثمى فى مجمع الزوائد 8/225، 269، ولكن يعضده رواية مسلم السابقة، ينظر: الشفا 2/118، وشرح الزرقانى على المواهب 7/260، 261، وشرح الشفا للملاعلى 2/214، والمنهاج شرح مسلم 9/173 رقم 2814.