.. وهذا الاتفاق الذى نقله ابن الأثير، يقتضى الحكم بصحة الحديث وإن لم يكن إسناده على شرط الصحة، كما تقرر فى علم الحديث [1] وهو ما ذكره السيوطى فى حكمه على هذا الحديث فى كتابه الباهر فى حكم النبى صلى الله عليه وسلم بالباطن والظاهر [2] .
... هذا ودلالة الحديث على مراقبة الوحي للأمة واضحة بإخبار جبريل عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الحارث قتل مجذر غيلة، وأمره أن يقتله وهذه المراقبة للأمة كانوا على يقين بها، وهذا هو الذى يفيده حديث ابن عمر رضى الله عنه قال: "كنا نتقى الكلام والانبساط إلى نسائنا على عهد النبى صلى الله عليه وسلم هيبة أن ينزل فينا شئ، فلما توفى النبى صلى الله عليه وسلم تكلمنا وانبسطنا" [3] ومنه حديث عمر حينما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات فلم يجبه. فقال – أى عمر – ثكلتك أمك يا عمر، ثم قال: وخشيت أن ينزل فى قرآن" [4] . [1] ينظر: تدريب الراوى 1/67، وأعلام الموقعين لابن قيم الجوزية 1/202، والاستذكار لابن عبد البر 2/98 نص رقم 1569. [2] ص58. [3] أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب النكاح، باب الوصاية بالنساء 9/161 رقم 5187. [4] أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب المغازى، باب غزوة الحديبية 7/518 رقم 4177.