.. وقد توهم بعض السلف [1] كما توهم الخوارج والروافض أن هذه الآية ناسخة لرخصة المسح على الخفين، وقد روى ذلك عن على بن أبى طالب رضى الله عنه [2] ولكنه لم يصح إسناده، ثم الثابت عنه خلافه [3] .
... ودعوى النسخ مردودة بما ورد فى السيرة العطرة من فعله صلى الله عليه وسلم بالمسح على الخفين بعد نزول آية المائدة، ويدل على ذلك ما روى عن جرير بن عبد الله البجلى رضى الله عنه [4] حيث بال ثم توطأ، ومسح على خفيه. فقيل: أتفعل هذا؟ فقال: نعم، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بال ثم توضأ، ومسح على خفيه. قال: إبراهيم (5) [1] ذهب إلى ذلك ابن شاهين فى كتابه الناسخ والمنسوخ من الحديث ص149 – 154. [2] صحابى جليل له ترجمة فى: مشاهير علماء الأمصار ص11 رقم5، وأسد الغابة 4/87 رقم 3789 والاستيعاب 3/1089 رقم 1855، والإصابة 2/507 رقم 5704. [3] تفسير القرآن العظيم 3/54، وينظر: تلخيص الحبير لابن حجر 1/415، 416. [4] صحابى جليل له ترجمة فى: مشاهير علماء الأمصار ص56 رقم 275، وٍأسد الغابة 1/529 رقم 730، والاستيعاب 1/236 رقم 322، وتجريد أسماء الصحابة 1/82.
(5) هو إبراهيم بن سويد النخعى، ثقة، لم يثبت أن النسائى ضعفه. له ترجمة فى: تقريب التهذيب 1/57 رقم 184، والثقات للعجلى ص52 رقم 26، ومشاهير علماء الأمصار ص194 رقم
1290.