وعن زيد بن ثابت رضى الله عنه [1] قال: "كنت أكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان إذا نزل عليه أخذته بُرَحاء [2] شديدة، وعرق عرقاً شديداً مثل الجُمان [3] ثم سرى عنه. وكنت أكتب وهو يملى على، فما أفرغ حتى تكاد رجلى تنكسر من ثقل الوحي، حتى أقول: لا أمشى على رجلى أبداً" [4] .
وعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال: "كان النبى صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه الوحي سمع عند وجهه كدوى [5] النحل، فأنزل عليه يوماً فمكثنا ساعة فسرى عنه فاستقبل القبلة، ورفع يديه وقال: اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأرضنا وأرض عنا" [6] . [1] صحابى جليل له ترجمة فى: مشاهير علماء الأمصار ص16 رقم 22، وتجريد أسماء الصحابة 6/197، والرياض المستطابة ص84، وأسد الغابة 2/346 رقم 1824. [2] بضم الباء، وفتح الراء، شدة أذى الحمى وغيرها. ينظر: شرح الزرقانى على المواهب 1/428، والنهاية 1/113. [3] بضم الجيم وهو اللؤلؤ الصغار، وقيل: خرز يتخذ من الفضة مثل اللؤلؤ. النهاية 1/291. [4] أخرجه الطبرانى بإسنادين، ورجال أحدهما ثقات عما قال الهيثمى فى مجمع الزوائد 8/257. [5] صوت ليس بالعالى، كصوت النحل ونحوه. النهاية فى غريب الحديث 2/133. [6] أخرجه الترمذى فى سننه كتاب تفسير القرآن، باب ومن سورة المؤمنون 5/305 رقم 3173، والنسائى فى سننه الكبرى كتاب الوتر، باب رفع اليدين فى الدعاء 1/450 رقم 1439، وأحمد فى مسنده 1/34، وصححه العلامة أحمد شاكر رقم 223.