.. فهذه شهادة من خبر أخلاقه وسبر أحواله صلى الله عليه وسلم، ولا ينبئك مثل خبير، ولذلك كانت مثل هذه الشهادات على صدقه صلى الله عليه وسلم من أقرب الناس إليه تعد من أبلغ الدلائل على صدق دعواه صلى الله عليه وسلم الرسالة، وعصمته فى بلاغ الوحي، وكانت تلك الشهادات محل ثقة أعدائه.
... قال الكتاب المستشرق الإنجليزى (هـ جى ويلز) : "إن من أرفع الأدلة على صدق محمد كون أهله وأقرب الناس إليه يؤمنون به، فقد كانوا مطلعين على أسراره، ولو شكوا فى صدقه لما آمنوا به" [1] .
2- ومن أقوال الصحابة رضى الله عنهم عن صدقه صلى الله عليه وسلم وعصمته فى بلاغ الوحي، ما كان يعبر عنه ابن مسعود رضى الله عنه بقوله: "حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: "إن أحدكم يجمع خلقه فى بطن أمه أربعين يوماً، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك… الحديث" [2] .
3- وكذا كان يقول أبو هريرة رضى الله عنه، كقوله: "سمعت أبا القاسم الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، صاحب هذه الحجرة يقول: "لا تنزع الرحمة إلا من شقى" [3] . [1] الإسلام والرسول فى نظر منصفى الشرق والغرب لأحمد بن حجر آل بوطامى ص132. [2] أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الأنبياء، باب قول الله تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إنى جاعل فى الأرض خليفة} 6/418 رقم 3332، ومسلم (بشرح النووى) كتاب القدر، باب كيفية خلق الآدمى فى بطن أمه 8/440 رقم 2643. [3] أخرجه أبو داود فى سننه كتاب الأدب، باب الرحمة 4/286 رقم 4942، والترمذى فى سننه كتاب البر، باب ما جاء فى رحمة الناس 4/285 رقم 1923 وقال: حديث حسن.