الأولى: إما فى اليقظة: وذلك مثل ما حدث لسيدنا موسى عليه الصلاة قال تعالى: {وكلم الله موسى تكليما} [1] ومثل ما حدث لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج، وهو ما عبر عنه العلماء بقولهم: أن يكلمه الله كفاحاً – أى مواجهة، حيث فرض الله عليه هناك الصلاة، وهو ما يدل عليه قوله تعالى: {فأوحى إلى عبده ما أوحى} [2] .
الثانية: وإما فى المنام: كما فى حديث معاذ رضى الله عنه [3] أن النبى صلى الله عليه وسلم تأخر عنهم ذات غداة فخرج عليهم وصلى وتجاوز فى صلاته، فلما سلم قال: "كما أنتم على مصافكم"، ثم أقبل إلينا فقال: إنى سأحدثكم ما حبسنى عنكم الغداة [4] إنى قمت من الليل فصليت ما قدر لى، فنعست فى صلاتى حتى استيقظت فإذا أنا بربى عز وجل فى أحسن صورة، فقال: يا محمد أتدرى فيم يختصم الملأ الأعلى، قلت: لا أدرى يا رب… الحديث" [5] .
رابعها: إرسال الملك، ولذلك ثلاث حالات: [1] الآية 164 النساء. [2] الآية 10 النجم. [3] هو معاذ بن جبل، صحابى جليل له ترجمة فى: أسد الغابة 5/187 رقم 4960، ومشاهير علماء الأمصار ص63 رقم 321، والاستيعاب 3/1402 رقم 2416، والإصابة 3/426 رقم 8055. [4] المراد: ما بين صلاة الغداة وهى الصبح، وطلوع الشمس. النهاية فى غريب الحديث 3/311. [5] أخرجه أحمد فى مسنده 5/243، والترمذى فى سننه كتاب التفسير، باب سورة ص5/343 رقم 3235 وقال: حسن صحيح، سألت البخارى عن هذا الحديث، فقال: هذا حديث حسن صحيح، وعن ابن عباس فى سنن الترمذى فى الأماكن السابقة نفسها رقمى 3233، 3234، وفى المسند 1/368، وعن جابر بن سمرة أخرجه ابن أبى عاصم فى السنة 1/302 رقم 465، وعن بعض أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم فى المسند 4/66، 5/378، وقال فى الجامع الأزهر 1/13 رجاله ثقات.