وفعلاً ففى العام السابع، وفى ذى القعدة أدى الرسول والمسلمون عمرة القضاء، ودخلوا مكة معتمرين ملبين بعد سبع سنين طوال حرموا خلالها من رؤية الكعبة المشرفة.
ثانيها: الإلهام والقذف فى القلب من غير رؤية، بأن يلقى الله أو الملك الموكل بالوحي فى قلب نبيه ما يريد، مع تيقنه أن ما ألقى إليه من قبل الله تعالى.
... وهذه الكيفية هى المرادة من قوله تعالى: {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً} [1] إذ يقابلها إجمال بقية الكيفيات فى قوله سبحانه: {أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً فيوحى بإذنه ما يشاء} [2] وبهذا قال أكثر المفسرين [3] .
... ومن هذه الكيفية حديث ابن مسعود: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليس من عمل يقرب إلى الجنة إلا أمرتكم به، ولا عمل يقرب إلى النار إلا قد نهيتكم عنه، ولا يستبطئن أحد منكم رزقه، إن جبريل عليه السلام ألقى فى روعى أن أحداً منكم لن يخرج من الدنيا حتى يستكمل رزقه فاتقوا الله أيها الناس، واجملوا فى الطلب، فإن استبطأ أحد منكم رزقه فلا يطلبه بمعصية الله، فإن الله لا ينال فضله بمعصية" [4] .
ثالثها: تكليم الله نبيه بما يريد من وراء حجاب، ولذلك صورتان: [1] الآية 51 الشورى. [2] جزء من الآية 51 الشورى. [3] ينظر: تفسير القرآن العظيم 7/203، 204، والكشاف 3/475، 476، وأنوار التنزيل 5/85، وجامع البيان 11/28، 29، ومفاتيح الغيب 14/ 187 – 191. [4] أخرجه الحاكم فى المستدرك 2/5 رقم 2136 أخرجه شاهداً لحديث جابر برقم 2134 وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبى، وأخرجه الشافعى فى الرسالة ص93 فقرة رقم 306 عن المطلب بن حنطب، وأخرجه أبو نعيم فى الحلية 10/26، 27، عن أبى أمامة، وأخرجه الخطيب فى الفقية والمتفقه 1/270 رقم 272 من طريق الشافعى، وهو إسناد مرسل كما صرح بذلك البيهقى فى السنن الكبرى 7/76.