الثالث: الرقية، وذلك بقراءة سورتى {قل أعوذ برب الفلق} و {قل أعوذ برب الناس} [1] ففى بعض روايات هذا الحديث على ما سبق قريباً أنه صلى الله عليه وسلم، رقى بهاتين السورتين، وكلما رقى بآية انحلت عقدة، حتى انحلت العقد كلها، وشفى بفضل الله تماماً.
... وفى سورتى الفلق والناس واللتين تسميان بالمعوذتين، فيهما يقول صلى الله عليه وسلم: "ما سأل سائل بمثلهما، ولا استعاذ مستعيذ بمثلهما" [2] .
الرابع: النشرة [3] وهى مباحة، وهذه الإباحة مستفادة من قول عائشة رضى الله عنها: "هلا تنشرت" ولم ينكر عليها صلى الله عليه وسلم قولها.
... وذكر الإمام البخارى عن سعيد بن المسيب [4] بأنه سئل عن النشرة للذى يؤخذ عن أهله، فقال: لا بأس! لم ينه عن الصلاح، إنما نهى عن الفساد، ومن استطاع ان ينفع أخاه فليفعل [5] . [1] السورتان الفلق، والناس. [2] أخرجه النسائى فى سننه الصغرى كتاب الاستعاذة 8/53 رقم 5438، وفى سننه الكبرى نفس الكتاب 4/437 رقم 7838، وأحمد فى مسنده 4/146، والحاكم فى المستدرك 2/589 رقم 3988 وقال صحيح الإسناد، ووافقه الذهبى. من حديث عقبة بن عامر رضى الله عنه. [3] بضم النون: ضرب من الرقية والعلاج، سميت نشرة، لأنه ينشر بها عن المريض، ما خامره من الداء، أى: يكشف ويزال. النهاية 5/46، ويحتمل أن يكون من النشر بمعنى الإخراج، فيوافق رواية من رواة بلفظ "أفلا أخرجته" ويكون المراد بالمخرج، ما حواه الجف، لا الجف نفسه، فيتأيد الجمع المقدم ذكره هامش "أفلا أحرقته" ينظر: فتح البارى 10/246 رقم 5765. [4] أحد العلماء الأثبات، الفقهاء الكبار، قال ابن المدينى: لا أعلم فى التابعين أوسع علماً منه. مات سنة 94هـ له ترجمة فى: تقريب التهذيب1/364رقم2403،ومشاهير علماء الأمصار ص81رقم 426 [5] الروض الأنف 2/373، وينظر: فتح البارى كتاب الطب، باب هل يستخرج السحر 10/243 رقم 5765.