فقبل رسول اللهصلى الله عليه وسلم العير والأسيرين، وأخذ الغنيمة، وهى أول غنيمة غنمها أصحاب رسول اللهصلى الله عليه وسلم فى الإسلام" [1] ولم يعاتب الله تعالى أحداً على شئ من ذلك، فلو كان الفداء ممنوعاً لعتب [2] .
وعلى ذلك فلا عتاب لسيدنا رسول اللهصلى الله عليه وسلم فى فداء الأسرى يوم بدر لعدم العتاب على أخذه، وأخذ الغنيمة، فيما سبق هذه الغزوة أولاً، هذا بالإضافة إلى أن اختيار أخذ الفداء يوم بدر، وقع من الصحابة رضى الله عنهم كما فى حديث تخيير جبريل عليه السلام.
على أن بعض الأئمة من الذين يرون أن فى الآية عتاباً، أخذاً بظاهر رواية مسلم المشار إليها [3] رجحوا رأى الصديق رضى الله عنه بأخذ الفداء.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "وقد اختلف السلف فى أى الرأيين كان أصوب؟ فقال بعضهم: كان رأى أبى بكر لأنه وافق ما قدر الله فى نفس الأمر، ولم استقر الأمر عليه، ولدخول كثير منهم فى الإسلام، إما بنفسه، وإما بذريته التى ولدت له بعد الوقعة، ولأنه وافق غلبة الرحمة على الغضب، كما ثبت ذلك عن الله تعالى فى حق من كتب له الرحمة" [4] قالوا: وأما بكاء النبىصلى الله عليه وسلم، فإنما كان شفقة لنزول العذاب، لمن أراد بذلك عرض الدنيا، ولم يرد ذلك رسول اللهصلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر، وغيره من عليَّة أصحابه [5] أ. هـ. والله أعلم. [1] ينظر: السيرة النبوية لابن هشام2/255-259 نص رقم 705-709، ودلائل النبوة للبيهقى3/17-19، والدرر فى اختصار المغازى والسير لابن عبد البر ص99،100، وتاريخ الطبرى2/410-413. [2] ينظر: الشفا2/160،161، وشرح الزرقانى على المواهب9/49،50. [3] يراجع: ص155. [4] فتح البارى7/377 رقم4022. [5] ينظر: زاد المعاد لابن قيم الجوزية3/111.