.. إن رب العزة يأمر رسوله صلى الله عليه وسلم بما يشاء، وإن استحال تركه، نحو قوله تعالى: {يا أيها النبى اتق الله} [1] وقوله سبحانه: {فأما اليتيم فلا تقهر. وأما السائل فلا تنهر} [2] وقوله عز وجل: {واتبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله} [3] وقد كان صلى الله عليه وسلم من أتقى وأخشى خلق الله عز وجل [4] وما قهر يتيماً، وما نهر سائلاً، وإنما كان مثالاً أعلى للبذل والعطاء حتى شهد له ربه عز وجل بذلك بقوله: {فلا أقسم بما تبصرون. ومالا تبصرون. إنه لقول رسول كريم} [5] وهو ما شهدت به سيرته العطرة قبل أن يأتيه وحى الله تعالى وبعده. [1] جزء من الآية الأولى الأحزاب. [2] الآيتان 9، 10 الضحى. [3] الآية 109 يونس. [4] يراجع الشواهد على ذلك ص130 – 132. [5] الآيات 38 – 40 الحاقة.