وللحديث شاهد صحيح أخرجه أحمد فى مسنده عن أبى الطفيل رضى الله عنه [1] .
وأصل هذه القصة أخرجها الإمام مسلم فى صحيحه مختصرة عن حذيفة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "فى أمتى اثنا عشر منافقاً، لا يدخلون الجنة، ولا يجدون ريحها، حتى يلج الجمل فى سم الخياط، ثمانية منهم تكفيكهم الدبيلة. سراج من النار يظهر فى أكتافهم حتى ينجم من صدورهم" [2] وكان حذيفة رضى الله عنه على علم بأسمائهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم دون غيره من الصحابة [3] ، ولما سئل رضى الله عنه: "كيف عرفت المنافقين، ولم يعرفهم أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ولا عمر؟ قال: إنى كنت أسير خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنام على راحلته، فسمعت ناساً منهم يقولون: لو طرحناه عن راحلته، فاندقت عنقه فاسترحنا منه، فسرت بينه وبينهم، وجعلت أقرأ وأرفع صوتى، فانتبه النبى صلى الله عليه وسلم، فقال: من هذا؟ فقلت حذيفة، قال: من هؤلاء خلفك؟ قلت: فلان وفلان حتى عددت أسماءهم، قال: وسمعت ما قالوا؟ قلت: نعم، ولذلك سرت بينك وبينهم، فقال: إن هؤلاء فلاناً وفلاناً، حتى عدد أسماءهم، منافقون، لا تخبرن أحداً" [4] ، وفيهم أنزل [1] مسند أحمد 5/453، 454 ورجاله رجال الصحيح كما قال الهيثمى فى مجمع الزوائد 6/195 وأخرجه أيضاً الطبرانى فى الكبير ورجاله ثقات كما قال الهيثمى فى مجمع الزوائد 1/110. [2] أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب صفات المنافقين وأحكامهم 9/137 رقم 2779. [3] ولهذا كان رضى الله عنه يقال له "صاحب السر الذى لا يعلمه غيره" ينظر: تفسير القرآن العظيم 4/123، وزاد المعاد 3/548. [4] أخرجه أبو نعيم فى دلائل النبوة 2/528 رقم 456، والطبرانى فى الكبير وفيه: مجالد بن سعيد وقد اختلط، وضعفه جماعة، كذا قال الهيثمى فى مجمع الزوائد 1/109، قلت: ولكنه توبع؛ حيث أصل حديثه فى صحيح مسلم وغيره.