8- وعن حذيفة بن اليمان رضى الله عنه [1] قال: كنت آخذاً بخطام ناقة رسول اللهصلى الله عليه وسلم أقود به، وعمار [2] يسوقه، أو أنا أسوقه، وعمار يقوده، حتى إذا كنا بالعقبة [3] ، فإذا أنا باثنى عشر راكباً، قد اعترضوه فيها، قال: فأنبهت رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم، فصرخ بهم فولوا مدبرين، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، هل عرفتم القوم؟ قلنا: لا، يا رسول الله، كانوا متلثمين، ولكنا قد عرفنا الركاب، قال: هؤلاء المنافقون إلى يوم القيامة، وهل تدرون ما أرادوا؟ قلنا: لا، قال: أرادوا أن يزحموا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى العقبة، فليقوه منها. قلنا: يا رسول الله أولا تبعث إلى عشائرهم حتى يبعث إليك كل قوم برأس صاحبهم؟ قال: لا، أكره أن تحدث العرب بينها: أن محمداً قاتل بقوم، حتى إذا أظهره الله بهم أقبل عليهم يقتلهم، ثم قال: اللهم ارمهم بالدبيلة [4] . قلنا: يا رسول الله! وما الدبيلة؟ قال: شهاب من نار يقع على نياط قلب أحدهم فيهلك" [5] . [1] صحابى جليل له ترجمة فى: تاريخ الصحابة 73 رقم267، والرياض المستطابة ص49،50، وأسد الغابة1/706 رقم1113، والاستيعاب1/334 رقم492. [2] هو عمار بن ياسر صحابى جليل له ترجمة فى: الرياض المستطابة ص211-213، ومشاهير علماء الأمصار ص54 رقم266، والاستيعاب3/1135 رقم1863، وأسد الغابة4/122 رقم3804. [3] واحدة عقبات وهى الجبال، والمراد مكان مرتفع. ينظر: مختار الصحاح ص444، والقاموس المحيط1/106. [4] هى خراج ودمل كبير تظهر فى الجوف فتقتل صاحبها غالباً. النهاية فى غريب الحديث 2/94. [5] أخرجه البهيقى فى دلائل النبوة 5/260، 261، والطبرانى فى الأوسط 8/102 رقم 8100، وفيه عبد الله بن سلمة، وثقة جماعة، وقال البخارى لا يتابع على حديثه، وفى الصحيح بعضه. كذا قال الهيثمى فى مجمع الزوائد 1/109، 110.