responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة محمد ورسالته المؤلف : اللاهوري القادياني، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 270
ونصارى، ووثنيين وغيرهم. إنه لم يقصر إحسانه على أتباع دينه فحسب.
وفي إقامة العدالة كان الرسول منصفا حتى التوسوس. كان المسلمون وغير المسلمين، والاصدقاء والأعداء، كلهم سواء في نظره. وحتى قبل أن يبعث إلى الناس كانت امانته وتجرّده واستقامته معروفة لدى الخاص والعام، وكان الناس يرفعون منازعاتهم اليه حتى يحكم فيها. وفي المدينة رضي الوثنيون واليهود به حكما في منازعاتهم كلها. وعلى الرغم من حقد اليهود العميق الجذور على الاسلام فأن الرسول حكم- عندما عرض عليه ذات مرة نزاع بين يهودي ومسلم- لليهودي بصرف النظر عن ان المسلم قد ينفّر، بذلك، من الاسلام بل ربما بصرف النظر عن ان قبيلته كلها قد تنفّر بذلك من الاسلام. ولا حاجة بنا إلى تبيان أهمية خسارة كهذه بالنسبة إلى الاسلام في أيام ضعفه ومحنته تلك، فالأمر أوضح من ان يحتاج إلى بيان. وباختصار، فقد كان تجسيدا للآية القرآنية التي تقول: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالْقِسْطِ، وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى أَلَّا تَعْدِلُوا، اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى، وَاتَّقُوا اللَّهَ، إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ.» * ولقد نبّه ابنته، فاطمة، إلى ان أعمالها وحدها سوف تشفع لها يوم القيامة. وقال أيضا: «لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها.»
وفيما كان على فراش الاحتضار، قبيل وفاته بقليل، سأل كل من له عليه دين ان يتقاضاه ذلك الدين، وكل من أساء اليه ذات يوم ان يثأر لنفسه منه.
وفي معاملاته مع الآخرين لم يكن يضع نفسه على مستوى أرفع من

(*) السورة 5، الآية 8.
اسم الکتاب : حياة محمد ورسالته المؤلف : اللاهوري القادياني، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 270
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست