responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة محمد ورسالته المؤلف : اللاهوري القادياني، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 268
الاغتسال ومن تسريح لحيته وشعره على نحو أنيق. وكان يحب الطّيب أيضا [حتى انه لم يكن يمر في طريق فيتبعه أحد إلا عرف أنه سلكه من طيبه. وكان يصافح المصافح فيظلّ يومه يجد ريح كفّه.]
وكان الرسول يحب أصحابه حبا جما. وكان إذا ما صافح أحدا منهم لم يسحب يده إلا بعد ان يسحبها صاحبه. وكان لا يلقى الناس إلا بوجه باسم. وفي رواية عن جرير بن عبد الله انه لم ير النبي إلا وعلى وجهه ابتسامة. وكان في بعض الإحيان يمازح أصحابه ويداعبهم مداعبات بريئة. وكان يتحدث اليهم تاركا نفسه على سجيّتها غير مصطنع أيما تحفّظ قد يوقع في نفوسهم أنه أسمى منهم مقاما.
لا، ولم يكن ليتمدّح أو يثني على نفسه البتة. وكان يحمل أولاد أصحابه بين يديه ويحتضنهم. وكانوا يوسخون ملابسه في بعض الأحيان ولكن أيما مسحة من الاستياء لم تكن لتطيف بوجهه. وكان يكره الاغتياب ويحظّر على زائريه أن يذموا أحدا من أصحابه، إذ كان كما قال حسن الظن بهم جميعا. وكان يبدأ أصحابه، إذا لقيهم، بالسلام ويبدأهم بالمصافحة أيضا. وكان يناديهم أحيانا بأسماء التحبب تعبيرا عن مودّته لهم. وكان لا يصادقه أحد منهم إلا رعى صداقته وقدرها حق قدرها. وكان ابو بكر خليله وصفيّه حتى اللحظة الأخيرة. وكان من دأب الرسول ان يتذكر- في تأثّر غضّ- وفاء خديجة واخلاصها، حتى بعد انقضاء سنوات طويلة على وفاتها. وكان زيد، عبده المعتق، شديد التعلق به إلى حدّ جعله يؤثّر البقاء في كنفه على الذهاب مع أبيه إلى مسقط رأسه. وكان يتغاضى عن مناحي الضعف عند الناس ولا يلمع اليها مجرد إلماع. حتى إذا وقف في المسلمين خطيبا تحدّث عن الوسيلة إلى التخلص من عيب معيّن من غير ان يدع أيما امرئ يشعر ان الرسول يشير اليه. وكان يمقت الكذب ويكره الكاذبين. وكان يغضّ

اسم الکتاب : حياة محمد ورسالته المؤلف : اللاهوري القادياني، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 268
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست