responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة محمد ورسالته المؤلف : اللاهوري القادياني، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 220
الاسلام وليس شيئا آخر. [فلما انتهت المفاخرة قال الأقرع بن حابس:
«وأبي ان هذا الرجل لمؤتّى له، لخطيبه اخطب من خطيبنا، ولشاعره اشعر من شاعرنا، ولأصواتهم أعلى من أصواتنا] . وكان بين بني تميم والمسلمين وثيق صلة، فعقدوا نيّتهم على اعتناق الاسلام.
وبكلمة موجزة، كان الاسلام ينتشر في سرعة بالغة. وكانت العقبة الوحيدة هي هوى النفوس العميق الجذور. فحيثما خمد ذلك الهوى رسخت قدم الاسلام.
وخلال هذه الفترة أظهر بنو طيّ بعض النزوع إلى الاذى. فكلّف عليّ، على رأس مئتي فارس، بأخضاعهم. وكانت بين الأسرى بنت حاتم الطائيّ، الذي اشتهر بكرمه وجوده. وحين علم الرسول بأسرها بعث في طلبها وأبدى رغبته في اطلاق سراحها باحترام واجلال. ولكن الفتاة الفاضلة بنت الأب الطائر الصيت لم تحبّ ان تفيد وحدها من هذا الامتياز. لقد قالت انها تؤثر الأسر على الحرية، ما بقيت رفيقاتها الأسيرات رازحات تحت نير العبودية. فأجابها الرسول إلى طلبها، وحرّر الاسيرات جميعا. وكان أخوها [عديّ] قد فرّ خوفا على حياته إلى ديار الشام. فشخصت هي إلى هناك تبحث عنه، وأخبرته بسابغ عطف الرسول وحنانه. فلم يكن من عديّ إلا ان وفد على الرسول، ودخل في الاسلام، فأسندت اليه زعامة قبيلته من جديد.
وفي تلك الفترة أيضا اعتنق الدين الجديد كعب بن زهير- وهو شاعر شهير كان ذات يوم عدوا لدودا للاسلام- ونظم مدحته الشهيرة في الرسول، وتعرف ب «البردة» . لقد خلّدت تلك القصيدة* اسمه.

(*) ومطلعها:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ... متيم إثرها لم يفد مكبول
(المعرب)
اسم الکتاب : حياة محمد ورسالته المؤلف : اللاهوري القادياني، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 220
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست