responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة محمد ورسالته المؤلف : اللاهوري القادياني، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 212
وإبلهم وانقضوا على العدو الزاحف انقضاضا مسعورا جعله لا يقوى على الثبات في وجههم. ففرّ فريق، وقاوم فريق فترة من الوقت يسيرة. حتى إذا صرع حامل رايتهم ولّوا هم أيضا الأدبار.
وكان قائد هوازن، مالك [بن عوف النّصريّ] ، وهو شاب متهور في الثلاثين من عمره، قد أمر النساء والاطفال بمرافقة قواته.
لقد خيّل اليه ان وجودهم سوف يبقي معنويات رجاله قوية، ويحول بينهم- إذا ما أصابتهم محنة- وبين الانقلاب على أعقابهم. بيد انهم سرعان ما غادروا كل شيء: نساءهم وأطفالهم وأنعامهم وولّوا الأدبار.
فاذا بالغنيمة التي غنمها المسلمون تتألف من اربعة وعشرين ألف شاة، واربعة آلاف اوقية من الفضة. ليس هذا فحسب، بل لقد أسر المسلمون ستة آلاف مقاتل منهم. وبعد ان نقل الجيش الاسلامي تلك الغنائم إلى مكان آمن، واصل زحفه. وكان فريق من الجيش المهزوم قد فزع إلى معقله في أوطاس، فبعث الرسول حفنة من المسلمين إلى هناك لكي يشتّتوهم. أما الجمهرة العظمى من أفراد ذلك الجيش فاحتموا ضمن أسوار الطائف الحصينة ذات الشرفات. كانوا بارعين في صناعة الحرب، متمرسين باصطناع الاسلحة الحديثة، كالمنجنيق وغيره.
وكانوا قد ادّخروا أيضا ضمن الاسوار مؤنا تكفيهم عاما كاملا، وأقاموا حاميات قوية حولها. واندفع الرسول بقواته إلى هناك، مباشرة، وألقى الحصار على البلدة. وبمساعدة بعض القبائل وفّق الجيش الاسلامي أيضا إلى اصطناع الاسلحة الجديدة. وتطاول الحصار. وأخيرا شاور الرسول أصحابه في الأمر. وأبدى أحد زعماء الأعراب المجرّبين ملاحظة هامة فقال: «إنما ثقيف في حصنها كالثعلب في جحره، لا سبيل إلى اخراجه منه إلا بطول المكث. فأن تركته لم يلحقك منه ضرّ.» وإذ استيقن الرسول ان العدوّ لم يعد قادرا على إنزال أيما أذى بالمسلمين، أمر برفع الحصار عن الطائف، ذلك بأن وقاية الاسلام

اسم الکتاب : حياة محمد ورسالته المؤلف : اللاهوري القادياني، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 212
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست