responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة محمد ورسالته المؤلف : اللاهوري القادياني، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 205
سبيلا إلى جدران ذلك الحرم المكرّس لوحدانية الله. ثم ان الرسول استدار إلى «مقام ابراهيم» وصلى هناك. عندئذ دعي عثمان بن طلحة، سادن الكعبة، وفتحت أبواب البيت الحرام، فدخله الرسول وصلى في الناس هناك أيضا. ثم إنه أعاد المفتاح إلى عثمان قائلا ان سدانة الكعبة سوف تظل فيه وفي أبنائه من بعده [حتى يرث الله الارض ومن عليها لا يأخذها منهم إلا ظالم.]
حتى إذا أتم الرسول ذلك القى خطبة أكد فيها وحدانية الله واخوّة البشر الشاملة. وبعد ذلك وجه الخطاب إلى وجوه قريش المجتمعين حوله. كانوا كلهم في وضع المذنب الجاني. فكم قد عذّبوا المسلمين ونكّلوا بهم! لقد بدا وكأن ثرى مكة نفسه كان متعطشا للدم الاسلامي.
وما كان أفظع الآلام التي أذاقوها المسلمين منتهكين في ذلك جميع النواميس الاخلاقية والتقليدية! إن مجرد ذكرى أشكال الاضطهاد الغريبة تلك ليوقع الرعدة في قلب المرء. ثم إن سلطانهم لم يكن مقصورا على ثرى مكة، بل لقد طاردوا المسلمين حيثما فروا بأنفسهم ملتمسين مفزعا.
لقد هاجموا المدينة مرة بعد مرة لكي يسحقوهم سحقا. إلى هذا الحد كانت جريمة المكيين الواقفين الآن موقف المتّهم بين يدي الرسول، شائنة مخزية. وكانوا بما تكشّفوا عنه من حقد، وانتقام، ومحق لحقوق الانسان الاساسية، وتنكيل بالابرياء يستحقون أقصى عقوبة من عقوبات العبرة نص عليها أكثر قوانين العالم رحمة. وكان ارأف ضرب من ضروب القصاص يقضي بقطع رؤوس زعمائهم الكبار، وسجن عدد من الآخرين لكي يكون في ذلك تحذير لسائرهم وعبرة لهم في المستقبل. كان ينبغي لقوتهم أن تسحق سحقا كاملا لكي يمسوا عاجزين عن إحداث أيما متاعب في المقبل من الأيام. إن أكثر الطرق تمدينا في مواجهة أمثال هذه الجرائم هي انزال عقوبة من عقوبات العبرة في فريق من المعتدين سواء أكانوا مذنبين فعلا أم لم

اسم الکتاب : حياة محمد ورسالته المؤلف : اللاهوري القادياني، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 205
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست