responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة محمد ورسالته المؤلف : اللاهوري القادياني، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 186
نفسه، فكان جواب ابي بكر إن الرسول لا يخالف أمر الله في كل ما يفعله.
وبكلمة موجزة، استشعر المسلمون قلقا عظيما من جراء ابي جندل ولكنهم لم يغيّروا من الأمر شيئا. ولاحظ الرسول ان هذه المحنة تنطوي على امتحان حاسم لعهد المسلمين ووعدهم، وان عليهم ان يحترموا كلمة الشرف التي أعطوها، مهما كلّفهم ذلك. ثم إنه واسى ابا جندل أيضا قائلا له: «إصبر واحتسب فأن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين مخرجا.»
حتى إذا انقلب الرسول إلى المدينة نزل الوحي على الرسول [بسورة الفتح، فتلا على أصحابه] قوله تعالى: «إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً. لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ، وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً، وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً.» *
إن ما اعتبره المسلمون صالحا شائنا كان في عيني الله نصرا حقيقيا.
وعلى التوّ دعا الرسول عمر بن الخطاب ليزفّ اليه النبأ السعيد. وأوجس عمر في نفسه خيفة، ذلك بأنه كان قد انفعل أكثر مما ينبغي في نقاشه مع الرسول حول شروط الصلح، فحسب أنه إنما دعي لكي يلام على ما بدر منه ويؤنّب. ولكنه لم يكد يدخل على الرسول ويسمع الوحي الالهي حتى تبدّل خوفه بهجة. وسأل عمر الرسول: «هل نزلت هذه الآيات في صلح الحديبية؟» حتى إذا أجابه الرسول أن نعم آمن مع غيره من المسلمين بأن ذلك الصلح كان في الحقيقة نصرا لهم.
كان كل امرئ، حتى ذلك الحين، ناقما على شروط المعاهدة المخزية؛ أما الآن فقد أمست سورة الفتح على كل شفة ولسان. والواقع

(*) السورة 48، الآية 1- 3.
اسم الکتاب : حياة محمد ورسالته المؤلف : اللاهوري القادياني، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 186
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست