responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة محمد ورسالته المؤلف : اللاهوري القادياني، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 158
وهناك قتل حملة الرسالة الالهية هؤلاء بحد السيف، ما خلا واحدا، هو عمرو بن أمية، وفّق إلى النجاة بنفسه ليروي على مسمع الرسول تلك القصة التي يتفطر لها الفؤاد. فأصيب الرسول من جراء هذا الغدر الوحشي بصدمة عنيفة [ووجد لقتلى بئر معونة أشد الوجد] .
ويحدثنا التاريخ عن مأساة مماثلة وقعت في مكان آخر يدعى الرّجيع.
فقد وجهت بعض القبائل رهطا منها إلى محمد يقولون له: «إن فينا اسلاما، فابعث معنا نفرا من أصحابك يعلموننا شرائعه ويقرئوننا القرآن.» فلم يكن من الرسول إلا ان بعث اليهم بعشرة* واجهوا المصير نفسه. لقد قتل ثمانية منهم وهم يقاتلون دفاعا عن النفس، على حين وثق اثنان، خبيب [بن عديّ] وزيد [بن الدّثنّة] ، بعهد الغادرين، فاستسلما. ولكنهم نكثوا بميثاقهم هذه المرة أيضا، وبدلا من أن يطلقوا سراحهما كما عاهدوهما، باعوهما للمكيين بيع الرقيق. فلم يكن من بني الحارث، الذين أمسى خبيب مولى لهم، إلا ان اقتادوه إلى خارج الحرم، وهو الارض المقدسة التى كان كل ضرب من ضروب العنف محظورا فيها حتى في الجاهلية، ليصلبوه.
[فقال لهم: إن رأيتم ان تدعوني حتى أركع ركعتين فافعلوا، فأجازوه ما أراد. فركع الركعتين ثم أقبل على القوم وقال: أما والله لولا أن تظنوا اني إنما طوّلت جزعا من القتل لاستكثرت من الصلاة. ثم انهم رفعوه إلى خشبة وأوثقوه اليها، فنظر اليهم بعين مغضبة وصاح:
اللهمّ أحصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تغادر منهم أحدا] .
أما زيد فاشتراه صفوان بن أمية للغرض نفسه. وشهد ابو سفيان وزعماء قريش المقدّمين كلهم مقتله. فلما استلّ [نسطاس، مولى صفوان بن أمية] السيف ليقطع به رأسه حاول ابو سفيان أن يغريه

(*) وفي بعض المصادر ان عددهم كان ستة. (المعرب)
اسم الکتاب : حياة محمد ورسالته المؤلف : اللاهوري القادياني، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 158
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست