responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة محمد ورسالته المؤلف : اللاهوري القادياني، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 118
ان يواصل المطارده أم لا، جريا على مألوف عادة القوم في مثل تلك الأحوال، جاءه الجواب بالنفي. ولكنه لم يبال بالنذير، فواصل الطّراد، ولكن الفرس كبا من جديد، وجاءت نتيجة الاستقسام بالنفي كرة أخرى. ومع ذلك فقد امتطى صهوة فرسه وانطلق به بأقصى السرعة حتى أمسى على مقربة من الرسول دانية، وكان على وشك ان يرميه بسهم عندما كبا الفرس كرة ثالثة، وغاصت قوائمه هذه المرة في الرمل. وفي حديث سراقة عن هذه الحادثة، بعد، قال:
«عندئذ تجلى لي ان الله قضى بأن تنتصر قضية الرسول.» وهكذا اطّرح نيّة القتل، وأقبل على الرسول بقلب نادم، وسأله ان يغفر له، فلا يعاقب على فعلته حين ينتهي الرسول إلى مقام السلطة.
فكتب له الرسول العهد الذي طلبه. وكان الصحابة يحتفظون في متناولهم، على نحو موصول، بأدوات الكتابة من أقلام وحبر لكي يدوّنوا الوحي الالهي حال نزوله على الرسول. ليس هذا فحسب، بل لقد بشر سراقة بأنه سوف يلبس دمالج كسرى الذهبية في يوم من الأيام.
وكانت هذه رؤيا رائعة للحادثة التي كان مقدّرا لها أن تقع بعد اربع وعشرين سنة تقريبا ... وهي حادثة تستعصي على ملكة التخيّل عند الانسان، وبخاصة إذا كان صاحبها رجلا ينجو بنفسه من القتل. ففي مثل هذه الحال اليائسة يعلن الرسول، وحياته تتأرجح في الميزان، النبأ السعيد القائل بأن مملكة الاكاسرة سوف تؤول اليه. وقد تحققت نبوءة الرسول تلك، في خلافة عمر، عندما سقطت فارس في أيدي العرب، واستدعي سراقة ليحلّى معصماه بدمالج الاكاسرة.
وإنما يرجع ثبات الرسول الاعجوبي، الذي أظهره وسط تلك المخاطرة الغامرة، إلى ما كان ينزّل عليه بين الفينة والفينة، من وحي الهي قصد به إلى التسرية عنه. وكان قوله تعالى: «إِنَّ الَّذِي

اسم الکتاب : حياة محمد ورسالته المؤلف : اللاهوري القادياني، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 118
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست