اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الدِّيار بَكْري الجزء : 1 صفحة : 274
فلما جاءته قال لها زيد اركبى بين يدى على بعيرى قالت لا ولكن اركب أنت بين يدى فركب وركبت خلفه حتى أتت المدينة فكان عليه السلام يقول هى أفضل بناتى أصيبت فىّ فبلغ ذلك علىّ بن الحسين فانطلق الى عروة فقال ما حديث بلغنى عنك تحدثه نتتقص به حق فاطمة* قال عروة ما أحب ان لى ما بين المشرق والمغرب وانى انتقص فاطمة حقا هولها وأما بعد ذلك علىّ أنى لا أحدّث به أحدا خرجه الدولابى* وقد روى أن أبا العاص لما أسر يوم بدر وفدى نفسه فأطلق أخذ عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلم العهد ان ينفذها اليه اذا عاد الى مكة ففعل فجاءت مهاجرة الى المدينة خرجه الفضائلى ولعل الهجرة الاولى كانت بارسال أبى العاص فلما منعتها قريش خرج زيد وأتى بها ولا تضاد بينهما وسيجىء ذكر اسلام زوجها أبى العاص وحكم نكاحها بعد الاسلام*
(ذكر وفاتها)
* ماتت زينب فى حياة أبيها فى سنة ثمان من الهجرة وسيجىء فى الموطن الثامن وكان سبب وفاتها سقوطها من بعيرها لما طعنه هبار على ما تقدّم وسقطت على صخرة وأهريقت دما ولم تزل مريضة بذلك حتى ماتت قاله أبو عمرو* وعن ابن عمر زاد أنه لما دفن رسول الله صلّى الله عليه وسلم ابنته زينب جلس عند القبر فتربد وجهه ثم سرى عنه فسأله أصحابه عن ذلك فقال ذكرت ابنتى زينب وضعفها وعذاب القبر فدعوت الله ففرج عنها وأيم الله لقد ضمت ضمة سمعها ما بين الخافقين خرجه سعيد ابن منصور فى سننه وكان زوجها أبو العاص محبا لها فقال وهو متوجه فى بعض اسفاره الى الشام
ذكرت زينب لما وركت ارما ... فقلت سقيا لشخص يسكن الكرما
بنت الامين جزاها الله صالحة ... وكل بعل سينبى بالذى علما
ثم تزوّج أبو العاص بنت سعيد بن العاص وهلك بالمدينة فى خلافة عثمان وأوصى الى الزبير بن العوّام*
(ذكر ولدها)
* قال أبو عمرو وغيره ولدت زينب من أبى العاص غلاما يقال له على توفى وقد ناهز الحلم وكان رديف رسول الله صلّى الله عليه وسلم على ناقته يوم الفتح وجارية يقال لها امامة وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يحبها وكان يحملها فى الصلاة على عاتقه فاذا ركع وضعها واذا رفع رأسه من السجودا عادها وتزوّجها على بن أبى طالب بعد فاطمة وقيل ان فاطمة كانت أوصته بذلك ذكره الدار قطنى وزوّجها منه الزبير بن العوام وكان أبوها اوصى بها اليه فولدت له ولد اسماه محمدا وقيل قتل عنها ولم تلد له ذكره الدار قطنى فلما قتل علىّ تزوّجها المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب وكان علىّ قد أمره بذلك بعده لانه خاف أن يتزوّجها معاوية فتزوّجها فولدت له يحيى وبه كان يكنى وماتت عنده قيل فى سنة خمسين من الهجرة* وروى أن عليا قال لها حين حضرته الوفاة انى لا آمن أن يخطبك يعنى معاوية فان كان لك فى الرجال حاجة فقد رضيت لك المغيرة بن نوفل عشيرا فلما انقضت عدّتها كتب معاوية الى مروان يأمره أن يخطبها عليه ويبذل لها مائة ألف دينار فلما خطبها أرسلت الى المغيرة بن نوفل ان هذا أرسل يخطبنى فان كان لك بنا حاجة فأقبل فأقبل وخطبها الى الحسن بن علىّ فزوّجها منه خرج جميع ذلك أبو عمرو وذكر الدولابى أن عليا لما أصيب ولت أمرها المغيرة بن نوفل فقال المغيرة بن نوفل اشهدوا أنى قد تزوّجتها وأصدقتها كذا وكذا*
(ذكر رقية بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلم)
* ذكر الزبير بن بكار وغيره انها أكبر بناته صلّى الله عليه وسلم وصححه الجرجانى النسابة وقد تقدّم أن الاصح والذى عليه الاكثر أن زينب أكبرهنّ ولدت رقية ولرسول الله صلّى الله عليه وسلم ثلاث وثلاثون سنة*
(ذكر من تزوّجها)
* كانت رقية تحت عتبة بن أبى لهب واختها أمّ كلثوم تحت أخيه عتيبة فلما نزلت تبت يدا أبى لهب وتب قال لهما رأسى من رأسكما حرام ان لم تفارقا ابنتى محمد ففارقاهما ولم يكونا دخلا بهما فتزوّج رقية عثمان ابن عفان بمكة وهاجر بها الهجرتين الى أرض الحبشة ثم الى المدينة وكانت ذات جمال رائع
اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الدِّيار بَكْري الجزء : 1 صفحة : 274