اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الدِّيار بَكْري الجزء : 1 صفحة : 273
من مجموع الاقوال على ثمانية ذكور اثنان متفق عليهما القاسم وابراهيم وستة مختلف فيهم عبد مناف وعبد الله والطبب والمطيب والطاهر والمطهر والاصح انهم ثلاثة ذكور وأربع بنات متفق عليهنّ وكلهم من خديجة بنت خويلد الا ابراهيم وعن هشام بن عروة عن أبيه ولدت خديجة للنبىّ عبد العزى وعبد مناف والقاسم قلت لهشام فأين الطيب والطاهر فقال هذا ما وضعتم أنتم يا أهل العراق فأما أشياخنا فقالوا عبد العزى وعبد مناف والقاسم ولا يجعل عبد العزى على هذه الرواية تاسعا لان رواتها تنفى ما سوى الثلاثة بخلاف ما تقدّم وهذا خرجه أبو الجهم الباهلى وكان أكبر ولده صلّى الله عليه وسلم القاسم وبه كان صلّى الله عليه وسلم يكنى وعاش حتى مشى وقيل عاش سنتين وقال مجاهد مكث سبع ليال ثم هلك ذكره ابن قتيبة وقيل بلغ أن يركب الدابة ويسير على النجيب ومات قبل البعث أو بعده على الخلاف المتقدّم وهو أوّل من مات من ولده ثم ولد له صلّى الله عليه وسلم زينب ثم عبد الله ثم أمّ كلثوم ثم فاطمة ثم رقية وقيل اوّل من ولد له صلّى الله عليه وسلم زينب ثم القاسم ثم أمّ كلثوم ثم فاطمة ثم رقية ثم عبد الله وقيل رقية اكبر من امّ كلثوم وهو الاشبه لان عثمان تزوّجها أوّلا فى اوّل اسلامه ثم امّ كلثوم بعدها بعد وقعة بدر والظاهر ان الكبيرة تزوّج اوّلا وان جاز خلافه والاكثر على أن فاطمة اصغرهنّ سنا ولا خلاف ان زينب اكبرهنّ سنا قاله ابو عمرو*
(ذكر زينب رضى الله عنها)
* قد تقدّم انها اكبر بناته صلّى الله عليه وسلم بلا خلاف الا ما لا يصح وانما الخلاف فيها وفى القاسم أيهما ولد أوّلا قال ابن اسحاق سمعت عبد الله بن محمد بن سليمان يقول ولدت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فى سنة ثلاثين من مولده صلّى الله عليه وسلم وادركت الاسلام واسلمت وهاجرت وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلم محبا لها*
(ذكر من تزوّجها)
* وكان تزوّجها ابن خالتها ابو العاص ابن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف فى الجاهلية واسمه لقيط وعليه الاكثر وقيل هشيم وقيل مهشم وفى المنتقى اسمه القاسم أمّه هالة بنت خويلد اخت خديجة لابيها وامّها قاله الدار قطنى فخديجة خالته وعن عائشة قالت كان أبو العاص من رجال مكة المعدودين مالا وتجارة وأمانة فقالت خديجة لرسول الله صلّى الله عليه وسلم زوّجه وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلم لا يخالفها وذلك قبل أن ينزل عليه الوحى فزوّجه زينب فلما أكرم الله نبيه بنبوّته آمنت خديجة وبناته فلما نادى قريشا بأمر الله تعالى أتوا أبا العاص بن الربيع فقالوا له فارق صاحبتك ونحن نزوّجك بأى امرأة شئت من قريش فقال لا والله لا أفارق صاحبتى وما يسرّنى ان لى بامرأتى أفضل امرأة من قريش وعن عائشة قالت كان الاسلام فرق بين زينب وبين أبى العاص الا أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم لا يقدر أن يفرق بينهما وكان مغلوبا بمكة*
(ذكر هجرتها)
* عن عروة بن الزبير عن عائشة ان النبىّ صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة خرجت ابنته زينب من مكة مع كنانة أو ابن كنانة تريد المدينة فخرجوا فى اثرها فأدركها هبار بن الاسد فجعل يطعن بعيرها برمحه حتى صرعها فألقت ما فى بطنها وأهريقت دما وسيجىء فى غزوة بدر فاشتجر فيها بنو هاشم وبنو أمية فقالت بنو هاشم نحن أحق بها وقالت بنو أمية نحن أحق بها لكونها تحت ابن عمهم أبى العاص فكانت عند هند فكانت تقول لها هذا فى سبب أبيك فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة ألا تنطلق فتجيئنى بزينب قال بلى يا رسول الله قال فخذ خاتمى فأعطها فانطلق زيد فلم يزل يتلطف حتى لقى راعيا فقال لمن ترعى قال لابى العاص فقال فلمن هذه الغنم قال لزينب بنت محمد فسار معه شيئا ثم قال هل لك أن اعطيك شيئا تعطيها اياه ولا تذكره لاحد قال نعم فأعطاه الخاتم فانطلق الراعى فأدخل غنمه وأعطاها الخاتم فعرفته فقالت من أعطاك هذا قال رجل قالت فأين تركته قال مكان كذا وكذا فسكتت حتى اذا كان الليل خرجت اليه
اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الدِّيار بَكْري الجزء : 1 صفحة : 273