responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين المؤلف : محمد الطيب النجار    الجزء : 1  صفحة : 91
سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل ففرج صدري، ثم غسله من ماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب مملوء حكمة وإيمانًا، فأفرغه في صدري ثم أطبقه".
ويختلف رأي العلماء في معنى شق الصدر، فيذهب البعض منهم إلى أنه شق حقيقي وأنه معجزة وقعت مرتين: مرة قبل البعثة، ومرة بعدها، فأما قبل البعثة فلكي تكون إرهاصًا للنبوة، وبشيرًا بما ينتظر لمحمد -صلى الله عليه وسلم- من مركز كبير ومقام كريم، وأما بعد البعثة فلكي تكون معجزة تضاف إلى المعجزات الأخرى التي كرم الله بها نبيه -صلى الله عليه وسلم- والتي تؤيد صدقه في دعواه[1].
ويذهب البعض الآخر إلى أن حادث شق الصدر لم يقع حقيقة وإنما يقصد منه ما يفهم من قوله تعالى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} [2] فهي بذلك تكون إشارة إلى

[1] الصحيح أن شق الصدر حصل ثلاث مرات، كما جزم بذلك الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 7/ 204 وغيره، فإنه قال:
قد استنكر بعضهم وقوع شق الصدر ليلة الإسراء وقال: إنما كان ذلك وهو صغير في بني سعد. ولا إنكار في ذلك فقد تواردت الرواية به.
وثبت شق الصدر أيضًا عند البعثة كما أخرجه أبو نعيم في "الدلائل"، ولكل حكمة: فالأول أخرج الملك علقة منه وقال: "هذا حظ الشيطان منك"، كما عند مسلم، فنشأ في أكمل الأحوال من العصمة من الشيطان.
ثم وقع عند البعثة زيادة في إكرامه، ليتلقى ما يوحى إليه بقلب أقوى.
ثم وقع شق الصدر عن إرادة العروج ليتأهب للمناجاة.
ويحتمل أن تكون الحكمة في ذلك وتكرير الغسل ثلاث مرات المبالغة في الإسباغ، كما تقرر في شرعه صلى الله عليه وسلم، انتهى.
قلت: وفي "المواهب اللدنية" 1/ 159 وروي الشق أيضًا وهو ابن عشر سنين أو نحوها، مع قصة له مع عبد المطلب، أخرج الحديث أبو نعيم في الدلائل وروي خامسة، ولا تثبت.
[2] سورة الانشراح، الآية 1.
اسم الکتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين المؤلف : محمد الطيب النجار    الجزء : 1  صفحة : 91
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست