responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين المؤلف : محمد الطيب النجار    الجزء : 1  صفحة : 421
وقد سُرَّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- كثيرًا بإسلامه لأنه سيد قومه وكلمته فيهم ناقدة وكان إسلامه خيرًا وبركةً على قومه وأساسًا لهدايتهم بعد ذلك إلى الإسلام.
وكان صلوات الله وسلامه عليه أشد الناس حياءً، وأكثرهم عن العورات إغضاءً.
قالت عائشة: كان عليه السلام إذا بلغه عن أحد ما يكرهه لم يقل ما بال فلان يقول كذا وكذا بل يقول: ما بال أقوام يصنعون أو يقولون كذا[1]. فكان ينهى عن الشيء ولا يسمي فاعله.
وكان عليه السلام يُؤلف الناس ولا ينفرهم، ويكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم ويتفقد أصحابه، ويعطي كل جلسائه نصيبًا حتى لا يحسب جليسه أن أحدًا أكرم عليه منه، من جالسه أو قاربه لحاجة صابره حتى يكون هو المتصرف عنه، ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول. وقد وسع الناس بسطه وخلقه، فصار لهم أبا وصاروا عنده في الحق سواء، وكان دائم البشر سهل الخلق لين الجانب، ليس بفظ ولا غليظ ولا صخَّاب ولا فحَّاش ولا سبَّاب. قال سبحانه.
{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} [2]. وقال: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [3].

[1] قال العراقي في المغني عن حمل الأسفار 3/ 142، رواه أبو داود بسند رجاله رجال الصحيح.
[2] سورة آل عمران، الآية 159.
[3] سورة فصلت، الآية 34.
اسم الکتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين المؤلف : محمد الطيب النجار    الجزء : 1  صفحة : 421
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست