اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 461
فقال نعيم: والله لقد غرتك نفسك من نفسك يا عمر، أترى بني عبد مناف تاركيك تمشي على الأرض وقد قتلت محمدا، أفلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم؟!
قال: وأي أهل بيتي؟
قال: خنتك وابن عمك سعيد بن زيد بن عمرو، وأختك فاطمة بنت الخطاب[1].
ومن أعمال الصحابة التي بذلوها لحماية رسول الله صلى الله عليه وسلم مراقبة الغرباء القادمين إلى مكة، ومعرفة مقاصدهم، ومساعدتهم في الوصول إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إن رغبوا في ذلك في إطار من السرية المطلوبة..
يروي البخاري بسنده أن أبا ذر رضي الله عنه قدم مكة، فأتى المسجد، فالتمس رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان لا يعرفه، وكره أن يسأل عنه، حتى أدركه بعض الليل، فرآه علي رضي الله عنه فعرف أنه غريب، فلما رآه تبعه، فلم يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء حتى أصبح، ثم قام، واحتمل قربته وزاده إلى المسجد، وظل ذلك اليوم، ولا يراه النبي صلى الله عليه وسلم حتى أمسى، فعاد إلى مضجعه، فمر به علي رضي الله عنه فقال: أما آن للرجل أن يعلم منزله؟
فأقامه، فذهب به معه، لا يسأل أي واحد منهما صاحبه عن شيء.
حتى إذا كان اليوم الثالث، فعاد علي رضي الله عنه على مثل ذلك، فأقام معه، ثم قال: ألا تحدثني ما الذي أقدمك؟
قال أبو ذر: إن أعطيتني عهدا وميثاقا لترشدني فعلت.
ففعل.
فأخبره.
وقال علي له: إنه حق، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أصبحت فاتبعني، فإني إن رأيت شيئا أخاف عليك قمت كأني أريق الماء، فإن مضيت فاتبعني، حتى تدخل مدخلي، ففعل، فانطلق يقفوه، حتى دخل على النبي صلى الله عليه وسلم ودخل معه، فسمع [1] ابن هشام، السيرة ج1 ص366.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 461