اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 460
سنان على باب دار الأرقم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم فيها، فقلت له: ما تريد؟
قال لي: ما تريد أنت؟
فقلت: أردت أن أدخل على محمد فأسمع كلامه.
قال: وأنا أريد ذلك.
فدخلنا عليه، فعرض علينا الإسلام، ثم مكثنا يوما على ذلك حتى أمسينا، ثم خرجنا ونحن مستخفون[1].
وكان مجيئهما إلى دار الأرقم بتوجيه بعض الصحابة الذين وثقوا من إيمانهم.
وكان صلى الله عليه وسلم ينظم الذين أسلموا في جماعات صغيرة؛ لتلتقي كل مجموعة في بيت أحدهم، يقرءون كلام الله، ويتعاهدون الإسلام بالفهم والتطبيق، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرسل إلى هذه المجموعات أحد القراء ليحفظهم القرآن الكريم الذي نزل، يروي ابن سعد أن عمر بن الخطاب لما ذهب إلى أخته مغاضبا وجد عندها خباب بن الأرت، وكان يختلف إلى فاطمة بنت الخطاب يقرئها القرآن مع زوجها[2].
وإذا كان أحد المسلمين يقرأ ويكتب فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يرسل له القرآن مكتوبا ليقرأه على إخوانه.
وكان المسلمون الأوائل حريصين على حماية الإسلام، وحماية رسول الله صلى الله عليه وسلم، من ذلك ما فعله نعيم بن عبد الله النجام، وكان مستخفيا بإسلامه، فإنه لما رأى عمر بن الخطاب متوشحا سيفه شك في أمره وارتاب في مقصده، مما دفعه إلى سؤاله فقال: أين تريد يا عمر؟
فقال: أريد محمدا، هذا الصابئ الذي فرق أمر قريش، وسفه أحلامها، وعاب دينها، وسب آلهتها، فأقتله. [1] ابن سعد، الطبقات ج3 ص227. [2] صحيح مسلم.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 460