اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 423
إن المنهج خطة كاملة، ونظرية تامة، تحدد الدعوة ومسارها، وطرق الإقناع بها، وأسلوب الخطاب لها، وتحقيق أهدافها في كافة جوانب الحياة.
وعلى هذا فمنهج الدعوة كمصطلح، أو كعلم خاص، يشتمل على نظرية شاملة للدعوة بكل جوانبها، وحيئذ لا يصح إطلاق مسمى المنهج على الأسلوب، أو على الوسيلة، أو على الموضوع، أو غير ذلك، إلا على وجه المجاز من باب تسمية الجزء باسم الكل، ومع وجود قرينة تمنع من إرادة حقيقة المفهوم.
ومنهج الدعوة رباني كله، ويمكن أخذه من تعاليم الله تعالى من كافة جوانبه؛ لأن الجوانب الثابتة كموضوع الدعوة وغايتها ثابتة مفصلة.
أما الجوانب غير الثابتة كالوسائل والأساليب وصفات القائم بالدعوة وأحوال المدعوين، فإن تعاليم الله تعالى تضع الأسس والشروط مع ترك التفاصيل للاجتهاد والبحث.
ومنهج الدعوة ليس هو الحركة بالدعوة؛ لأن الحركة تعني الصورة العملية التي تظهر حين يقوم الرسل والدعاة بتبليغ دين الله للناس، والمنهج أعم من ذلك.
ثانيا: المضمون الفكري للحركة
الإسلام هو الموضوع التي تتحرك به الدعوة، وهو المضمون الفكري الذي يحتويه الأسلوب، ويحركه بوسائله وأدواته.
والإسلام أساسه العقيدة؛ ولذلك تدور حركة الدعوة مع تبليغ العقيدة، وتثبيتها في القلوب، وربطها بكافة أنشطة الإنسان..
إن العقيدة الإسلامية تتمثل في "شهادة أن لا إله إلا الله، وشهادة أن محمدا رسول الله".. وهذه الشهادة تتكون من شطرين:
الشطر الأول: وهو شهادة أن لا إله إلا الله، وبه تتحدد للإنسان عبوديته لله المعبود؛ ليقر له بالوحدانية المطلقة، ويتجهله وحده سبحانه وتعالى بالعبادة كلها، ويحصر
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 423