اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 205
فقال: دعوا ابني يجلس عليه، فإنه يحس من نفسه شرفا، وأرجو أن يبلغ من الشرف ما لم يبلغه عربي قبله ولا بعده"[1].
وكان عبد المطلب لا يأكل طعاما إلا ناداه ليأكل معه، ويقول لمن حوله: علي بابني، فيؤتى إليه، ويأكل معه.
يروي كندير بن سعيد عن أبيه قال: حججت في الجاهلية، فإذا رجل يطوف بالبيت ويرتجز، ويقول:
يا رب رد لي راكبي محمدا
يا رب رده واصطنع عندي يدا
فقلت: مَن هذا؟
قالوا: هذا عبد المطلب، ذهبت إبل له، فأرسل ابن ابنه محمد في طلبها، ولم يرسله في حاجة قط إلا جاء بها، وقد احتبس عليه هذه المرة.. يقول الراوي: فما برحت حتى أنظر ما يحدث، فلما جاء محمد صلى الله عليه وسلم بالإبل، قال له جده: يا بني، لقد حزنت عليك حزنا، لا تفارقني أبدا[2].
وكان هذا الاهتمام بمحمد هو شأن عبد المطلب منذ مولد رسول الله، حتى عرف ذلك عنه؛ ولذلك حينما افتقدته حليمة السعدية مرة، لم تجد سوى جده، فأتت إليه، وأخبرته بضياعه ليبحث عنه..
يقول ابن إسحاق: "إن أمه السعدية لما قدمت به مكة أضلها في الناس، وهي مقبلة به نحو أهله، فالتمسته فلم تجده، فأتت عبد المطلب، فقالت له: إني قد قدمت بمحمد هذه الليلة، فلما كنت بأعلى مكة أضلني، فوالله ما أدري أين هو؟! فقام عبد المطلب عند الكعبة يدعو الله أن يرده، يقول ابن إسحاق: وجده ورقة بن نوفل بن أسد، ورجل آخر من قريش، فأتيا به عبد المطلب، فقالا له: هذا ابنك [1] سير أعلام النبلاء ج1 ص56. [2] سير أعلام النبلاء ج1 ص54.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 205