اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 607
7- العودة إلى المدينة:
لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من توزيع الغنائم وأداء العمرة انصرف راجعًا إلى المدينة في آخر ذي القعدة من العام الثامن الهجري بعدما ولى على مكة عتاب بن أسيد، وترك معاذ بن جبل معه لتعليم الناس الفقه والقرآن وما يحتاجونه من أحكام دين الله تعالى.
قال: "ألا تجيبوني"؟.
قالوا: وماذا نجيبك يا رسول الله؟
قال: "أما والله ولو شئتم قلتم فصدقتم: أتيتنا مكذبًا فصدقناك، ومخذولا فنصرناك وطريدًا فآويناك، وعائلا فآسيناك، وخائفًا فأمناك، وجدتم في أنفسكم يا معشر الأنصار في شيء من الدنيا تألفت به قومًا أسلموا ووكلتكم إلى إسلامكم، أفلا ترضون يا معشر الأنصار أن تذهب الناس إلى رحالهم، بالشاء والبعير، وترجعون برسول الله إلى رحالكم؟
والذي نفسي بيده، لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس شعبًا وسلكت الأنصار شعبًا، لسلكت شعب الأنصار، أكتب لكم بالبحرين كتابا من بعدي تكون لكم خاصة دون الناس"؟.
قالوا: وما حاجتنا بعدك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال: "إما لا فسترون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله، فإن موعدكم الحوض، وهو كما بين صنعاء وعمان، وآنيته أكثر من عدد النجوم، اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار". فبكوا حتى أخضلوا لحاهم وقالوا: رضينا برسول الله حظًا وقسمًا، وانصرفوا[1]. [1] صحيح البخاري كتاب المغازي باب غزوة الطائف ج7 ص32، 37 وللحديث روايات متعددة في الباب.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 607