اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 601
5- غزوة الطائف:
وهذه الغزوة في الحقيقة امتداد لغزوة حنين، وذلك أن معظم فلول هوازن وثقيف دخلوا الطائف مع قائدهم، مالك بن عوف النضري، وتحصنوا بها، فسار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فراغه من حنين.
وقدم خالد بن الوليد على مقدمته طليعة في ألف رجل، ثم سلك رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف، فمر في طريقه على النخبة اليمانية، ثم على قرن المنازل، ثم على لية، وكان هناك حصن لمالك بن عوف فأمر بهدمه، ثم واصل سيره حتى انتهى إلى الطائف فنزل قريبًا من حصنه، وعسكر هناك، وفرض الحصار على أهل الحصن.
ودام الحصار مدة غير قليلة، ففي رواية أنس عند مسلم أن مدة حصارهم كانت أربعين يومًا، وعند أهل السير خلاف في ذلك، فقيل: عشرين يومًا، وقيل: بضعة عشر، وقيل: ثمانية عشر، وقيل: خمسة عشر[1].
ووقعت في هذه المدة عدة مناوشات، فالمسلمون أول ما فرضوا الحصار رماهم أهل الحصن رميًا شديدًا كأنه رجل جراد، حتى أصيب ناس من المسلمين بجراحة، وقتل منهم اثنا عشر رجلا، واضطروا إلى الارتفاع عن معسكرهم إلى مكان مسجد الطائف اليوم، فعسكروا هناك.
ونصب النبي صلى الله عليه وسلم المنجنيق على أهل الطائف، وقذفهم به حتى فتحت طاقة في جدار الحصن، فدخل نفر من المسلمين تحت دبابة إلى الجدار ليحرقوه، فأرسل عليهم العدو سكك الحديد محماة بالنار، فأحرقت الدبابة وخرج المسلمون من تحتها فرموهم بالنبل وقتلوا منهم رجالا.
وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم كجزء من سياسة الحرب لإلجاء العدو إلى الاستسلام بقطع الأعناب وتحريقها، فقطعها المسلمون قطعًا ذريعًا، فسألته ثقيف أن يدعها لله والرحم.
ونادى مناديه صلى الله عليه وسلم أيما عبد نزل من الحصن وخرج إلينا فهو حر، فخرج إليهم بضعة عشر رجلا فيهم أبو بكرة، تسور حصن الطائف وتدلى منه ببكرة مستديرة [1] انظر البداية والنهاية ج4 ص351، المغازي ج3 ص936.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 601