اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 543
6- تطهير الجبهة الشمالية من أتباع يهود خيبر:
بعدما مكن الله للمسلمين من خيبر، نظروا حول خيبر فوجدوا جيوبًا يهودية في فدك، وتيماء، ووادي القرى، وكان من الضروري القضاء على عدوانية هذه الأقاليم حتى لا يكرروا كيدهم للمسلمين مرة أخرى.
فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى "فدك"[1] الصحابي محيصة بن مسعود رضي الله عنه ليدعوهم إلى الإسلام فأبوا، ولما علموا بفتح خيبر أرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصالحوه على ما صالح عليه خيبر، فقبل منهم صلى الله عليه وسلم ذلك.
وحين انصراف المسلمين من خيبر نزلوا بوادي القرى[2] فاستقبلهم أهلها بالرمي، فعبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه للقتال، وصفهم، ودفع لواءه إلى سعد بن عبادة، وأعطى راية إلى الحباب بن المنذر، وراية إلى سهل بن حنيف، وراية إلى عباد بن بشر، ثم دعاهم إلى الإسلام فأبوا وبرز رجل منهم، فبرز إليه الزبير بن العوام فقتله، ثم برز آخر فقتله، ثم برز آخر فبرز إليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقتله، حتى قتل منهم أحد عشرة رجلا، كلما قتل منهم رجل دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم من بقي إلى الإسلام ويمتنعون.
وكلما جاء وقت صلاة صلاها النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه ثم يعود فيدعوهم إلى الإسلام وإلى الله ورسوله، فيمتنعون فيقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أمسوا، وفي اليوم التالي تعذر الوضع، فلم ترتفع الشمس قيد رمح حتى أعطوا ما بأيديهم، وفتحها المسلمون عنوة، وغنموا أموالهم، وأصابوا أثاثًا ومتاعًا كثيرًا وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بوادي القرى أربعة أيام، وقسم على أصحابه، ما أصاب بها وترك الأرض والنخل بأيدي اليهود، وعاملهم عليها كما عامل أهل خيبر[3]. [1] بفتح الفاء والدال، قرية بالحجاز بين مكة، والمدينة وهي أقرب إلى المدينة منها إلى مكة. "معجم البلدان". [2] وادي القرى بضم القاف واد بين الشام والمدينة، وهو بين تيماء وخيبر فيه قرى كثيرة، وبها كانت ديار ثمود. "معجم البلدان". [3] زاد المعاد ج3 ص355.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 543