اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 541
فقال: تمنين هذا الملك الذي بالمدينة[1].
ولما اطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فتح خيبر أهدت له زينب بنت الحارث، امرأة سلام بن مشكم، شاة مصلية، وقد سألت أي عضو أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
فقيل لها: الذراع فأكثرت فيها من السم، ثم سمت سائر الشاة، ثم جاءت بها، فلما وضعتها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم تناول الذراع، فلاك منها مضغة فلم يستسغها، ولفظها ثم قال: إن هذا العظم ليخبرني أنه مسموم، ثم دعا بها فاعترفت، فقال: ما حملك على ذلك؟
قالت: قلت إن كان ملكًا استرحت منه، وإن كان نبيًا فسيخبر، فتجاوز عنها صلى الله عليه وسلم[2].
ووفد أبو هريرة رضي الله عنه ونفر من أوس على رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر، وفي ذلك يقول أبو هريرة: قدمنا المدينة، ونحن ثمانون بيتًا من أوس، فصلينا الصبح خلف سباع بن عرفطة الغفاري.
فلما فرغنا من صلاتنا قال قائل: رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر، وهو قادم عليكم.
فقلت: لا أسمع به في مكان أبدًا إلا جئته، فزودنا سباع بن عرفطة، وحملنا حتى جئنا خيبر فوجدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فتح النطاة، وهو محاصر الكتيبة، فأقمنا حتى فتح الله علينا[3].
وجاء لرسول الله نفر من بني فزارة، وكانوا قد قدموا على أهل خيبر ليعينوهم فراسلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يعينوهم وسألهم أن يخرجوا عنهم ولكم من خيبر كذا وكذا فأبوا عليه، فلما أن فتح الله خيبر أتاه من كان هناك من بني فزارة، فقالوا: حظنا الذي وعدتنا.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لكم ذو الرقيبة"، جبل من جبال خيبر.
فقالوا: إذا نقاتلك.
فقال صلى الله عليه وسلم: "موعدكم جنفًا". [1] زاد المعاد ج3 ص327. [2] السيرة النبوية ج2 ص337. [3] سبل الهدى والرشاد ج5 ص212.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 541