اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 534
قال صلى الله عليه وسلم: "الرأي ما أشرت، ثم تحول إلى مكان آخر".
ولما دنا من خيبر وأشرف عليها قال صلى الله عليه وسلم: "قفوا". فوقف الجيش فقال صلى الله عليه وسلم: "اللهم رب السماوات السبع وما أظللن، ورب الأرضين السبع وما أقللن، ورب الشياطين وما أضللن، فإنا لنسألك خير هذه القرية، وخير أهلها، وخير ما فيها، ونعوذ بك من شر هذه القرية، وشر أهلها، وشر ما فيها، أقدموا بسم الله".
ولما كانت ليلة الدخول قال: "لأعطين الراية غدًا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله". فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كلهم يرجو أن يعطاها.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أين علي بن أبي طالب".
فقالوا: يا رسول الله هو يشتكي عينيه.
قال: "فأرسلوا إليه". فأتي به، فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له فبرئ، كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية.
فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟
قال صلى الله عليه وسلم: "انفذ على رسلك، حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدًا خير لك من أن يكون لك حمر النعم" [1]. [1] صحيح البخاري كتاب المغازي باب غزوة خيبر ج6 ص383.
3- اقتحام الحصون:
وصل المسلمون إلى مجموعة النطاة، وعرض علي بن أبي طالب على أهل النطاة الإسلام فأبوا، فعرض عليهم الاستسلام ودفع الجزية فأبوا، وهنا كان لا بد من قتالهم حتى ينزلوا على حكم الله تعالى.
بدأ المسلمون بمهاجمة مجموعة "النطاة" فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم كيدًا لهم وفتحًا للطريق إليهم وإزالة للموانع الموجودة أمام حصونهم بقطع نخيلهم، وقد بلغ عدد النخيل الذي قطع أربعمائة نخلة، وكان المسلمون يعسكرون ليلا بالرجيع، ويهاجمون النطاة نهارًا
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 534