اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 533
فقال لي: "يا عبد الله بن قيس".
قلت: لبيك رسول الله.
قال: "ألا أدلك على كلمة من كنز من كنوز الجنة".
قلت: بلى يا رسول الله، فداك أبي وأمي.
قال: "لا حول ولا قوة إلا بالله" [1].
وعند الصهباء أدنى خيبر صلى رسول الله بالمسلمين العصر، ثم دعا بالأزواد، فلم يؤت إلا بالسويق فأمر به فثري، فأكل وأكل الناس، ثم قام إلى المغرب، فمضمض ومضمض الناس، ثم صلى ولم يتوضأ، ثم صلى العشاء[2].
بات المسلمون الليلة الأخيرة التي بدأ في صباحها القتال قريبًا من خيبر، واليهود لا يشعرون بهم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذ أتى قوما بليل لم يقربهم حتى يصبح، فلما أصبح صلى الفجر بغلس، وركب المسلمون، فخرج أهل خيبر بمساحيهم ومكاتلهم، ولا يشعرون فلما خرجوا لأرضهم، ورأوا الجيش قالوا: محمد، والله محمد والخميس[3]، ثم رجعوا هاربين إلى مدينتهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الله أكبر خربت خيبر، الله أكبر خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين" [4].
وكان النبي صلى الله عليه وسلم اختار لمعسكره منزلا وسط الأشجار، تعلوه الحصون فأتاه الحباب بن المنذر فقال: يا رسول الله أرايت هذا المنزل أنزلكه الله، أم هو الرأي في الحرب؟
قال: "بل هو الرأي".
فقال: يا رسول الله إن هذا المنزل قريب جدًا من حصن نطاة، وجميع مقاتلي خيبر فيه، وهم يدرون أحوالنا، ونحن لا ندري أحوالهم، وسهامهم تصل إلينا، وسهامنا لا تصل إليهم، ولا نأمن من بياتهم، وأيضا هذا بين النخلات، وفي مكان غائر، وأرض وخيمة، لو أمرت بمكان خال عن هذه المفاسد، نتخذه معسكرًا. [1] صحيح البخاري كتاب المغازي باب غزوة خيبر ج6 ص380، 381. [2] المغازي ج2 ص642، 643. [3] معنى قولهم والخميس أن الجيش أقبل في خمسة أركان مقدمة، ومؤخرة، وميمنة، وميسرة، وقلب. [4] صحيح البخاري باب غزوة خيبر ج6 ص376.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 533