اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 403
قال عمرو: فقلت لصاحبي: النجاء، فخرجنا نشتد حتى صعدنا في جبل، وخرجوا في طلبنا حتى إذا علونا الجبل يئسوا منا، فرجعنا فدخلنا كهفًا في الجبل فبتنا فيه وقد أخذنا حجارة فرضمناها دوننا، فلما أصبحنا غدا عبيد الله بن مالك بن عبيد الله التيمي يقود فرسًا له فغشينا ونحن في الغار وكان معي خنجر قد أعددته فخرجت إليه وضربته ضربة فصاح صيحة فأسمع أهل مكة وجاءه الناس يشتدون وهو بآخر رمق فقالوا: من ضربك؟
فقال: عمرو بن أمية وغلبه الموت فمات مكانه ولم يدلل على مكاننا، فاحتملوه فقلت لصاحبي لما أمسينا: النجاء، فخرجنا ليلا من مكة نريد المدينة فمررنا بالحرس وهم يحرسون جيفة خبيب بن عدي، فقال أحدهم: والله ما رأيت كالليلة أشبه بمشية عمرو بن أمية لولا أنه بالمدينة لقلت هو عمرو بن أمية فلما حاذينا الخشبة شددنا عليها وحملناها وخرجنا بها شدًا حتى أتينا جرفًا بمهبط مسيل يأحج فدفناها في الجرف فغيبه الله تعالى عنهم فلم يقدروا عليه وعدنا بعدها إلى المدينة[1]. [1] سبل الهدى والرشاد ج6 ص195، 196 بتصرف. سادسًا: وقعة بئر معونة
وبئر معونة موضع ببلاد هذيل بين مكة وعسفان، قريب من الرجيع، وفيه حدثت الواقعة المشهورة، التي استشهد فيها سبعون من القراء، حفظة القرآن الكريم.
ويبدو أن أهل هذه المنطقة خططوا لخديعة المسلمين، وعارضوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبب قربهم من مكة، وتأثرهم بأهلها.
يروي ابن إسحاق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أصحابه إلى بئر معونة في شهر صفر على رأس أربعة أشهر من "أحد" بعدما جاء أبو براء عامر بن مالك بن جعفر المعروف بـ"ملاعب الأسنة" إلى المدينة فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام، ودعاه إلى دين الله تعالى فلم يسلم ولم يبعد عن الإسلام، وقال: يا محمد لو بعثت رجالا من أصحابك إلى أهل نجد، يدعونهم إلى أمرك، فإني أرجو أن يستجيبوا لك.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 403