اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 404
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني أخشى عليهم أهل نجد".
قال أبو براء: أنا لهم جار، فابعثهم، فليدعوا الناس إلى أمرك.
فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم المنذر بن عمرو، أخا بني ساعدة في سبعين رجلا من الصحابة منهم: الحارث بن الصمة، وحرام بن ملحان أخو بني عدي بن النجار، وعروة بن أسماء بن الصلت السلمي، ونافع بن بديل بن ورقاء الخزاعي، وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر الصديق، في رجال من خيار المسلمين الحفظة فساروا حتى نزلوا بـ"بئر معونة" وهي بين أرض بني عامر، وحرة بني سليم، كلا البلدين منها قريب، وهي إلى حرة بني سليم أقرب.
فلما نزلوا "بئر معونة" بعثوا حرام بن ملحان بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عدو الله عامر بن الطفيل، فلما أتاه لم ينظر في الكتاب وعدا على الرجل فقتله، ثم استصرخ عليهم بني عامر، فأبوا أن يجيبوه إلى ما دعاهم إليه، وقالوا: لن ننقض عهد أبي براء، وقد عقد لهم عقدًا وجوارًا، فاستصرخ عليهم قبائل من بني سليم، وهم: عصية، ورعل، وذكوان[1].
فأجابوه إلى ذلك، فخرجوا حتى غشوا القوم، فأحاطوا بهم في رحالهم، فلما رآهم القراء أخذوا سيوفهم، ثم قاتلوهم حتى قتلوا عن آخرهم، "يرحمهم الله" إلا كعب بن زيد، أخا بني دينار بن النجار، فإنهم تركوه وبه رمق، فحمل من بين القتلى فعاش حتى قتل يوم الخندق شهيدًا، رحمه الله[2].
وكان في سرح القوم عمرو بن أمية الضمري، ورجل من الأنصار، أحد بني عمرو بن عوف، وهو المنذر بن محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح.
يقول ابن إسحاق: فلم ينبئهما بمصاب أصحابهما إلا الطير تحوم على العسكر فقالا: والله إن لهذه الطير لشأنا، فأقبلا لينظرا فإذا القوم في دمائهم، وإذا الخيل التي أصابتهم واقفة.
فقال الأنصاري لعمرو بن أمية: ما ترى؟ [1] عصية بضم العين وفتح الصاد وتشديد الياء المفتوحة ورعل بكسر الراء وسكون العين, وذكوان بفتح الذال وسكون الكاف أسماء قبائل. [2] صحيح البخاري كتاب المغازي باب غزوة الرجيع ج6 ص312، زاد المعاد ج3 ص246، 247.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 404