responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد    الجزء : 1  صفحة : 397
آلاف مقاتل سوى أتباعهم- وإنما جهدكم أن تخرجوا في ثلاثمائة رجل إن كملوا، فتغررون بأنفسكم وتخرجون من بلدكم، ولا آمن أن تكون الدائرة عليكم، فكاد ذلك أن يشككهم في السير[1].
وقد سمع هذا النقاش رجل من طيئ[2] فقدم على صهره، الذي هو من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة وأخبر بما عزم عليه بنو خزيمة فجاء الصحابي إلى رسول الله، وأخبره خبر بني خزيمة فأرسل رسول الله إلى أبي سلمة رضي الله عنه وهو عبد الله بن عبد الأسد بن هلال القرشي المخزومي وولاه على سرية قوامها مائة وخمسون رجلا وأوصاه بتقوى الله وأمره بالإسراع في الخروج فخرج رضي الله عنه مع السرية، وكان معهم الطائي يدلهم على الطريق وواصلوا السير ليلا ونهارًا، في طريق غير مألوف، حتى وصل بجيشه إلى أدنى ماء لبني أسد بن خزيمة، فوجد عند الماء إبلا، وغنمًا مع الرعاة، فاستولوا عليها، وهرب الرعاة إلا ثلاثة، وحذروا بني أسد من جمع أبي سلمة، وكثروهم عندهم، ففرقوا في كل وجه هلعًا، وخوفًا.
فلما ورد أبو سلمة مكان تجمع القوم لم يجد أحدًا فعكسر فيه، وفرق أصحابه في طلب النعم والشاه، فجعلهم ثلاث فرق: فرقة أقامت معه، وفرقتان أغارتا في ناحيتين مختلفتين، وأوعز إليهما ألا يمنعوا في طلب، وألا يبيتوا إلا عنده إن سلموا، وأمرهم ألا يفترقوا، واستعمل على كل فرقة عاملا منهم، فآبوا إليه جميعًا سالمين، قد أصابوا إبلا وشياه، ولم يلقوا أحدًا، فرجع أبو سلمة بذلك كله إلى المدينة راجعًا، ورجع معه الطائي فلما ساروا ليلة قال أبو سلمة: اقتسموا غنائمكم، فأعطى أبو سلمة الطائي الدليل رضاه من المغنم، وأخرج صفيًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم عبدًا، ثم أخرج الخمس، ثم قسم ما بقي بين أصحابه، فعرفوا سهامهم، وأقبلوا بالنعم والشاه يسوقونها حتى دخلوا المدينة[3].
وكانت سرية أبي سلمة[4] في مستهل شهر المحرم من العام الرابع الهجري.

[1] المغازي ج1 ص342.
[2] هو الوليد بن زهير بن طريف من بني طيئ.
[3] المغازي ج1 ص343.
[4] أبو سلمة من بني مخزوم شهد أحدًا وجرح بها، وقد استمر في مداواة الجرح شهرًا حتى دمل على فساد، واشترك في "حمراء الأسد" فلما استعمله النبي صلى الله عليه وسلم على السرية عاوده ألم الجرح، واشتد عليه بعد رجوعه إلى المدينة، فمات بها، فهو من شهداء "أحد" وقد خلفه الرسول صلى الله عليه وسلم على زوجته أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد    الجزء : 1  صفحة : 397
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست