اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 366
له الرجال ما بين بيته إلى مصلاه، يمشي وحده حتى دخل، وباتت وجوه الأوس والخزرج على بابه في المسجد يحرسونه، فرقًا من قريش أن تكر.
وبادر الصحابة رضي الله عنه فأحضروا نساءهم ليبكين حمزة رضي الله عنه فجاء معاذ بن جبل رضي الله عنه بنساء بني سلمة: وجاء عبد الله بن رواحة رضي الله عنه بنساء بلحارث بن الخزرج ولم يرض بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم لهم: "ما أردت هذا". ونهاهن الغد عن النوح أشد النهي[1].
وكان لنجاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أثر كبير في تسلية أهل الشهداء؛ لأنهم رضوان الله عليهم رأوا في نجاة رسولهم خير عوض عما فقدوه.
مر صلى الله عليه وسلم بامرأة من بني دينار، وقد أصيب زوجها، وأخوها، وأبوها بأحد، فلما نعوا لها أقاربها قالت: فما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قالوا: خيرًا يا أم فلان، هو بحمد الله كما تحبين.
قالت: أرونيه حتى أنظر إليه، فأشير إليه، حتى إذا رأته قالت: كل مصيبة بعدك جلل يا رسول الله[2].
ومن ابتلاءات يوم "أحد"، وتغلب روح الإيمان على المصائب ما حدث من حمنة بنت جحش زوجة مصعب بن عمير رضي الله عنها فإنها أصيبت بعدد من أهلها، وأقبلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها: "يا حمنة احتسبي".
قالت: من يا رسول الله؟
قال: "خالك حمزة".
قالت: إنا لله وإنا إليه راجعون، غفر الله له ورحمه هنيئًا له الشهادة.
ثم قال لها: "احتسبي".
قالت: من يا رسول الله؟
قال: "أخوك".
قالت: إنا لله وإنا إليه راجعون، غفر الله له ورحمه هنيئًا له الشهادة. [1] بغية الرائد بتحقيق مجمع الزوائد ج6 ص175. [2] نفس المرجع ج6 ص165.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 366