اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 278
ضربه، وتندر يد الرجل لا يدري من ضربه[1].
ونهى رسول الله يومئذ عن قتل بني هاشم، فقال: "من لقي منكم أحدًا من بني هاشم فلا يقتله" [2].
ونهى عن قتل العباس بن عبد المطلب.
ونادى مناديه: من أسر أم حكيم بنت حزام فليخل سبيلها فإن رسول الله قد أملها وكان قد أسرها رجل من الأنصار، وكتفها بذؤابتها فلما سمع المنادى خلى سبيلها.
ونهى صلى الله عليه وسلم أيضًا عن قتل أبي البختري فقتله أبو داود المازني، ويقال قتله المجذر بن زياد, ونهى عن قتل الحارث بن عامر بن نوفل فقتله خبيب بن يساف ولا يعرفه.
ونهى عن قتل زمعة بن الأسود فقتله ثابت بن الجذع ولا يعرفه[3].
ولما التحم القتال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رافعًا يديه يسأل الله النصر، وما وعده، وأمر صلى الله عليه وسلم فأخذ من الحصا كفًا فرماهم بها وقال: "شاهت الوجوه، اللهم أرعب قلوبهم، وزلزل أقدامهم" [4], فانهزم أعداء الله لا يلوون على شيء، وألقوا دروعهم، والمسلمون يقتلون، ويأسرون، وما بقي منهم أحد إلا امتلأ وجهه وعيناه، وما يدري أين يتوجه والملائكة يقتلونهم وذلك قوله تعالى: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [5].
وجمح بعقبة بن أبي معيط فرسه، فأخذه عبد الله بن سلمه العجلاني، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم عاصم بن ثابت بن أبي الأفلح فضرب عنقه صبرًا، وصدق الله رسوله صلى الله عليه وسلم في قوله لعقبة: "إن وجدتك خارج جبال مكة قتلتك صبرًا".
وبينا عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه يجمع أدرعًا، بعد أن ولى الناس، إذا هو بأمية [1] الطبقات الكبرى ج2 ص206. [2] إمتاع الأسماع ج1 ص88. [3] وسبب قتل من نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتلهم عدم وصول النهي إلى الصحابي القاتل، أو أنه لم يعرض الشخص الذي نهى النبي صلى الله عليه وسلم "عن قتله إمتاع الأسماع ج1 ص89". [4] زاد المعاد ج3 ص185. [5] سورة الأنفال: 17.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 278