اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 277
وروى البيهقي عن السائب بن أبي حبيش رضي الله عنه وكان مع المشركين في بدر أنه كان يقول: والله ما أسرني أحد من الناس.
فيقال له: فمن؟
فيقول: لما انهزمت قريش انهزمت معها، فيدركني رجل أبيض طويل على فرس أبلق بين السماء والأرض، فأوثقني رباطًا[1].
وجاء عبد الرحمن بن عوف فوجدني مربوطًا، فنادى في العسكر: من أسر هذا؟ فليس أحد يزعم أنه أسرني، حتى انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يابن أبي حبيش من أسرك"؟.
فقلت: لا أعرفه، وكرهت أن أخبره بالذي رأيت.
وهنا قال صلى الله عليه وسلم: "أسرك ملك من الملائكة" [2].
وروى ابن سعد وأبو الشيخ بن عطية بن قيس قال: لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتال بدر جاء جبريل على فرس أنثى أحمر، عليه درعه، ومعه رمحه، فقال: يا محمد، إن الله بعثني إليك وأمرني ألا أفارقك حتى ترضى، هل رضيت؟
قال صلى الله عليه وسلم: "نعم، رضيت". فانصرف[3].
روى أبو يعلى عن جابر قال: كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر إذ تبسم في صلاته، فلما قضى صلاته قلنا يا رسول الله: رأيناك تبسمت، قال: "مر بي ميكائيل وعلى جناحه أثر الغبار، وهو راجع من طلب القوم، فضحك إليّ فتبسمت إليه" [4].
وروى البخاري عن رفاعة بن رافع الزرقي قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ما تعدون أهل بدر فيكم؟ ".
قلنا: من أفضل المسلمين، أو كلمة نحوها.
قال جبريل: وكذلك من شهد بدرًا من الملائكة[5].
وروى ابن سعد عن عكرمة قال: كنا يومئذ يندر رأس الرجل لا يدري من [1] مسند أحمد ج2 ص194 تحقيق أحمد شاكر. [2] المغازي ج1 ص79. [3] الطبقات الكبرى ج2 ص27. [4] بغية الرائد في تحقيق مجموع الزوائد ج6 ص111. [5] صحيح البخاري كتاب المغازي باب شهود الملائكة بدرًا ج6 ص256.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 277